يوسف النصيري، ابن مدينة فاس (23 سنة)، لاعب المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، ودود، ومزاجي قليلا، لكنه ليس عدوانيا. مندفع، يحب المغامرة، هوايته ركوب التحديات. وكما هو الشأن بالنسبة إلى كل اللاعبين، بدأ في مداعبة الكرة وحبها في سنوات طفولته. اختير ضمن فريق مدرسي لكرة القدم المصغرة للمشاركة في بطولة ودية في فرنسا. مباشرة بعد ذلك، تم استدعاؤه من طرف فريق المغرب الفاسي لحمل قميص فئاته الصغرى، ومن هنا كانت الانطلاقة الأولى. ولأنه كان يمتاز عن أقرانه بقامته الفارعة وبنيته القوية وصلابته، وإجادته اقتناص الأهداف، تم اختياره من بين قلة من اللاعبين، للالتحاق بأكاديمية محمد السادس لكرة القدم، وهو لا يتعدى 12 سنة. وعرف كيف يصقل موهبته وتعلم أولى مبادئ الاحتراف، ليتخرج بميزة مشرفة، أهلته لخوض اختبار مع فريق تشيلسي الإنجليزي، أنهاه بنجاح، لكن بسبب إجراءات قانونية معقدة، تعذر عليه استخراج تأشيرة الإقامة في العاصمة لندن. يقول ناصر لارغيت، المدير السابق لأكاديمية محمد السادس، حول ظروف اختيار يوسف النصيري للالتحاق بالأكاديمية: "اخترته بسبب ميزتين يمتاز بهما عن باقي أقرانه، قوة تسديده للكرة، وبنيته الجسمانية القوية". وبتوصية من ناصر لارغيت، سيلتحق النصيري بفريق "ملقا" الإسباني سنة 2015، حيث لعب لفئة الشبان 10 مباريات أحرز خلالها 9 أهداف في موسم 2016/2017، وفي الموسمين المواليين لعب للفريق الأول 41 مباراة أحرز خلالها 5 أهداف، ثم عرج نحو "ليغانس" لموسمين لعب خلالهما 53 مباراة محرزا 15 هدفا، وفي شهر يناير 2020 الماضي، تقدم خطوة مهمة في مساره الرياضي بانتقاله إلى "إشبيلية"، حيث يعتبر من بين الركائز الأساسية للفريق الأندلسي، وكان أحد المساهمين في تتويج الفريق بلقب كأس الدوري الأوروبي "يوروباليغ"، في 21 غشت الماضي. وقع النصيري على أول حضور له مع المنتخب الوطني المغربي في 31 غشت 2016، أمام ألبانيا، في مباراة ودية، وكان ضمن القائمة التي شاركت مع "الأسود" في نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2017 في الغابون، حيث أحرز أولى أهدافه الدولية وهو لا يتجاوز 20 سنة، وكانت أمام المنتخب التوغولي، خلال الفوز على الأخير (3-1) في دور المجموعات، وقدم أداء في المستوى خلال هذه المنافسة رقم إقصاء العناصر الوطنية من الدور الثاني أمام المنتخب المصري. قبل بلوغه 21 سنة، فتح القدر باب تألق جديد ليوسف النصيري، إذ اختير للمشاركة مع "الأسود" في نهائيات كأس العالم بروسيا "مونديال2018′′، حيث كتب اسمه بأحرف من ذهب في مدينة كالينغراد، حين وقع هدفا "خرافيا" في مرمى المنتخب الإسباني "العملاق"، برسم الجولة الثالثة من دور المجموعات في 25 يونيو 2018، وهو الهدف الذي أهله ليحظى بثقة جولين لوبوتيغي، مدرب إشبيلية حاليا، ليطلب انتقاله إلى الفريق شهر يناير الماضي، بحكم أن المدرب الإسباني، خلال نهائيات كأس العالم، كان يشرف على قيادة المنتخب الإسباني، وأقيل من منصبه أياما قليلة قبل أولى مباريات الأخير في المونديال. يقول جوليين لوبوتيغي عن النصيري: "إنه لاعب مجتهد بإمكانيات خاصة، قادر على التطور من مباراة لأخرى، سريع، قوي، نحتاجه في كل مباراة، وبالتأكيد سيقول لكمته في المستقبل مع إشبيلية". النصيري لا يجيد المراوغة في الملعب، لكنه، في المقابل، يجيد الهجوم والانطلاق مباشرة نحو الخصم وإحراز الأهداف، يستمد ذلك من شخصيته، فهو صريح جدا، ولا يجيد المراوغة في الحديث، يقول ما يفكر فيه مباشرة، وهذا ما جعله، في وقت سابق، هدفا للانتقادات حين قال في تصريح صحفي، إنه لن يعود للعب في المغرب، حيث الممارسة الكروية، حسبه، "ليست احترافية". في سن 23، أتيحت للنصيري الفرصة ليؤكد لكل من شككوا في قدراته سابقا أنه قادر على التطور أكثر، ليكون واحدا من بين المهاجمين البارزين في تاريخ المنتخب الوطني المغربي، وفي أوروبا. يكفيه فخرا، وهو الذي اعتاد على التسلح بالإرادة والعزيمة والالتزام، ما تربى عليه في عائلته الصغيرة في درب بلخياط، في مسقط رأسه بفاس، أنه أول لاعب مغربي يحرز في مونديالين؛ مونديال روسيا 2018 ومونديال قطر 2022. snrt