نظمت إدارة المعهد العالي للصحافة والاتصال، اليوم الخميس، بالمركب الثقافي أنفا بالدار البيضاء، حفل تخرج الفوج ال 22 من طلبة المعهد للموسم الدراسي 2022/2021، بحضور شخصيات سياسية وإعلامية. وأشرف نزار بركة وزير التجهيز والماء، على حفل تسيلم شواهد تخرج الفوج الجديد لطلبة المعهد وكذا تقديم الدرس الافتتاحي للمعهد للموسم الجامعي 2023/2022. وبهذه المناسبة، أعرب السيد بركة عن تهانئه للطلبة خريجي المعهد، مشيدا بمسار هذه المؤسسة الرائدة في تكوين أجيال من الاعلاميين والصحافيين، وكذا مواكبتها وتفاعلها مع مختلف التحولات السياسية والمؤسساتية التي عرفتها البلاد بما في ذلك الاصلاحات والانتقالات التي شهدها الفضاء الاعلامي الوطني. ودعا إلى العمل لمواصلة هذا المسار وإرساء قواعد الممارسة المهنية السليمة في المجال الإعلامي باعتباره ركيزة أساسية من ركائز بناء الدولة الديمقراطية ومجتمع الحقوق والحريات، لافتا إلى أن تعزيز الديمقراطية، والتعددية الفكرية والسياسية، والحقوق والحريات الفردية والجماعية، رهين كذلك بوجود فضاء إعلامي يضمن حرية التعبير المسؤول ويحترم أخلاقيات المهنة ويساهم في البناء المشترك للمشروع المجتمعي المغربي الذي تم إبرازه مجددا في إطار النموذج التنموي الجديد. ومن هنا، يضيف السيد بركة، تبرز الأهمية التي يمكن أن يضطلع بها الإعلام في "صون حرمة السيادة الوطنية برموزها ومجالاتها، وفي صناعة الاجماع الوطني الدينامي حول القضايا الاستراتيجية والمصالح العليا ذات الصلة بالسيادة وعلى رأسها السيادة الترابية"، مشيرا إلى أن الالتزام بالأخلاقيات المهنية في مجال الصحافة والإعلام لا يتعارض مع الالتزام بقضايا الوطن والمجتمع ومع الدور البناء في استكمال الصرح الديمقراطي والانخراط الإيجابي في المسلسل التنموي للبلاد وتقوية إشعاع المغرب في الخارج. وذكر في هذا الصدد أن الاعلام رسالة نبيلة وأصبح قوة مؤثرة لا سيما من خلال الرقميات والتواصل الاجتماعي "وبالتالي ينبغي ممارستها بمسؤولية مهنية وبروح وطنية وبحس إبداعي في صنع المحتويات الاعلامية". وأشار إلى أن استراتيجية "صنع بالمغرب" كخيار استراتيجي للسيادة يسري كذلك على القطاع الاعلامي من خلال بلورة تصاميم ومحتويات تنافسية ذات جودة وقابلة للتصدير في السوق الاعلامية العربية والدولية، على غرار دول وتجارب أصبحت مرجعية في هذا المجال. من جهته، أفاد أحمد طلال المدير الإداري بالمعهد العالي للصحافة والاتصال، في تصريح لقناة (M24) التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المعهد يحتفي بتخرج الفوج ال22 الذي يضم أكثر من 30 طالبا وطالبة تكونوا، على مدى ثلاث سنوات، في ثلاث تخصصات تشمل الصحافة المكتوبة، والسمعي البصري، والاتصال المؤسساتي. وأشار إلى أن المعهد يعمل على توفير تكوين يمكن المتخرجين من إتقان الجانب الصحفي والجانب التقني الذي يعتبر أكبر رهان اليوم. ومن جانبه، ذكر حاميد ساعدني، إعلامي بالقناة الثانية وأستاذ مادة الصحافة التلفزيونية بالمعهد العالي للصحافة والاتصال، أن لحظة التخرج هي لحظة مفصلية بين الدراسة وعالم الشغل في مجال الصحافة، داعيا الطلبة الخريجين إلى الحرص على احترام المهنة والتشبث بأخلاقياتها. وأشار في تصريح مماثل، إلى أن قطاع الاعلام قطع أشواطا كبيرة وشهد تطورا ملحوظا في كافة مجالاته، معتبرا أن الخريجين الجدد "محظوظون لأنهم يأتون في وقت يشهد فيه المشهد الإعلامي وجود عشرات إن لم نقل المئات من المواقع الصحفية والعشرات من الإذاعات، كما أن المغرب مقبل كذلك على إطلاق قنوات تلفزية موضوعاتية ومحلية وجهوية". من جانب آخر، أشار السيد ساعدني إلى أن "أكبر ما يشغل بالنا اليوم كمهنيين أولا وقبل كل شيئ هو جودة التكوين وأخلاقيات المهنة، جودة التكوين قبل التخرج وأخلاقيات المهنة بعد التخرج"، داعيا جميع المعنيين سواء في القطاع العام أو الخاص إلى التفكير في كيفية معالجة هذه التحديات