شكل موضوع "التكوين وأخلاقيات المهنة"، محور يوم دراسي نظمته، اليوم الجمعة، هيئة الحوار الوطني حول الإعلام والمجتمع، بمشاركة ممثلي معاهد تكوين الصحفيين (المعهد العالي للاعلام والاتصال، ومعاهد تكوين خاصة)، وذلك في إطار سلسلة الجلسات والمناظرات واللقاءات الدراسية التي تعقدها الهيئة. وأكد المشاركون في هذا اللقاء الدراسي على الأهمية الكبرى التي يتعين إيلاؤها لجانب التكوين في مجال الصحافة، سواء منها الصحافة المكتوبة أو السمعية البصرية، مبرزين الارتباط الوثيق بين جودة التكوين في المجال الصحفي واحترام أخلاقيات المهنة. وشددوا على ضرورة ملاءمة التكوين في المجال الصحفي لحاجيات ومتطلبات السوق المغربية، من خلال القيام بدراسة ميدانية، وكذا اعتماد برامج التكوين المستمر في مختلف المؤسسات والمقاولات الصحفية لتوفير كفاءات متمرسة وذات تكوين عال. وفي هذا الصدد، أكد المنسق العام لهيئة الحوار الوطني حول الإعلام والمجتمع السيد جمال الدين الناجي، على أهمية التكوين والتكوين المستمر في مجال الصحافة لارتباطه بجودة المضمون وبأخلاقيات المهنة، مبرزا أن موضوع التكوين أثير باستمرار في العديد من اللقاءات وجلسات النقاش التي عقدتها الهيئة مع مختلف الفاعلين في المجال. واعتبر أن تحقيق تقدم في ممارسة العمل الصحافي المهني رهين بجودة التكوبن لاسيما في ظل التحديات التي يطرحها تطور وسائل الاتصال والتكنولوجيات الحديثة. من جهته، أبرز رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية السيد يونس مجاهد، علاقة التكوين والتكوين المستمر بالممارسة المهنية، وباحترام أخلاقيات المهنة وقواعد العمل الصحفي، متوقفا عند إشكالات ترتبط، بالأساس، بمدى ملاءمة التكوين لحاجيات المغرب سواء على المستوى الكمي أو النوعي، والمناهج المعتمدة في مجال التكوين الصحفي، والعلاقة بين معاهد التكوين الخاصة والمعهد العمومي، وكذا أوجه التعاون مع المقاولات الصحفية والمهنيين. أما السيد عبد الرحيم السامي مدير الدراسات بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، فاستعرض "التجربة الهامة التي راكمها المعهد في مجال التكوين الصحفي، وكذا الحضور المتميز لخريجي المعهد في العديد من وسائل الإعلام الوطنية وبعض وسائل الإعلام الدولية"، موضحا أن العدد الإجمالي لخريجي المعهد، منذ إحداثه إلى اليوم، بلغ 1127 خريجا منهم 631 خريج حاز على دبلوم المعهد العالي للصحافة، و274 خريج حاز على دبلوم السلك العالي للمعهد، و222 خريج حائز على دبلوم المعهد العالي للإعلام والاتصال. من جهة أخرى، قدمت السيدة إيتو ميساكو مستشارة الاتصال والإعلام بمكتب اليونسكو بالرباط، "نمودجا" لمنهج دراسي حول التكوين في مجال الصحافة، والذي أعدته منظمة اليونسكو، ليكون مرجعا ونموذجا يحتذى به من طرف الدول الراغبة في تحسين جودة التكوين في هذا المجال، مشيرة إلى أن الهدف من هذا النموذج يتمثل، على الخصوص، في الرفع من قدرات وكفاءة الصحافيين لمواكبة التطورات والمستجدات التي يعرفها هذا المجال، وكذا تكوينهم على احترام القيم الانسانية الأساسية وقيم الديمقراطية. على صعيد آخر، أثارت بعض التدخلات خلال هذا اللقاء، عدة إشكالات تهم ،على الخصوص، إقدام بعض مؤسسات التكوين الصحفي الخاص على منح شهادات للطلاب خلال مدة سنتين فقط من التكوين، معتبرين أن مدة السنتين غير كافية لتكوين صحافيين من مستوى عال لا سيما أمام الدور الذي يضطلع به الصحفي في مجال تشكيل الرأي العام. ودعوا إلى تكثيف التداريب الميدانية لفائدة الطلاب الصحافيين، والاهتمام بالإشراف والتأطير خلال فترة التدريب.