عاشوراء بالنسبة للمغاربيين مناسبة مقدسة يحرصون فيها على الاحتفال وممارسة طقوس مغرقة في القدم ومرتبطة بالكثير من الأساطير الضاربة في جذور التاريخ. فماهي مظاهر احتفاء عاشوراء لدى العالم المغاربي؟ المغرب.. أسطورة "بابا عيشور" من مظاهر الاحتفاء بعاشوراء لدى المغاربة، اقتناء الفواكه الجافة، وشراء اللعب للأطفال. ففي ليلة العاشر من محرم تخرج النساء ليلا للتحلق حول النيران والضرب على التعاريج مرددين بمعية الأطفال أهازيج خاصة بهذه المناسبة.
وتظهر شخصية "بابا عيشور" الأسطورية كل عاشوراء، إذ تتغنى به الفتيات والنساء وهن ينقرن على تعاريجهن مرددات "عيشوري عيشوري دليت عليك شعوري". ويتكون عشاء عاشوراء من طبق كسكس باللحم المجفف المتبقي من أضحية العيد يتبعه الشاي المغربي المرقوف بالفواكه الجافة والحلويات.
الجزائر..الشخشوخة والرشتة على غرار المغرب وباقي البلدان الإسلامية، يخصص الجزائريون هذا اليوم لإخراج الزكاة والصيام ويسمونها "العاشور" أو "العواشر". كما يزور بعضهم الأضرحة والمقابر ويطبخ الجزائريون خلال هذا اليوم وجبة الشخشوخة والرشتة.
وتحرص الجزائريات على تخضيب أيديهن بالحناء دلالة على فرحهن وابتهاجهن بهذا اليوم، وتعمد النساء المسنات إلى نقش الحناء فوق أيدي العازبات وسط زغاريد وتهليلات نسوية.
تونس ..حوش سيدنا مظاهر الاحتفال بعاشوراء تنتشر أيضا بمختلف الأحياء الشعبية بتونس إذ يتهافت الأطفال على شراء "الدرابيك"، ويمضون يرقصون ويغنون وهم يطوفون الشوارع والمنازل فإذا أكرمتهم عائلة ما غنوا لها "هذا حوش سيدنا يعطينا ويزيدنا"، أما إذا رفضت إحدى العائلات أن تسمح لهم بالدخول إلى مسكنها، فإنهم يغنون لها: هذا حوش بم..بم.. كسارين سبعة برم.
ليبيا.. طبق "العاشورة" وتتجلى مظاهر الاحتفال عند اللبيين، بأن يطبخ الناس "العاشورة" وهي خليط من البقوليات مع اللحم المقدد والمتبقي من أضاحي العيد الكبير وتوزع هذه العاشورة على الجيران.
ويحمل الأطفال في يوم عاشوراء سعف النخيل ويدورون حول البيوت يطلبون الحلوى أو الطعام بعد أن يطرقوا باب البيوت وهو يغنون. وتخضب النساء أيديهن بالحناء ويكحلن أعينهن وأعين البنات الصغيرات بالكحل، ويقصصن جزءا من شعرهن، إيمانا منهن بأن قص الشعر في هذه الليلة يزيد من طوله.
موريتانيا..الكسكس والمديح عاشوراء مناسبة للاحتفال والتعبد في موريتانيا. يخرج فيها الأطفال إلى الشوارع يدقون الطبول وينتهون بتناول وجبة الكسكس رفقة عائلاتهم. وتحرص النساء على توزيع الهدايا على الجيران وهن ينشدن المدائح على وقع كل ما طالته أيديهن من أوان معدنية.
وتحضر النساء خلال هذه الليلة الكسكس الممزوج ببصلصة الطماطم واللحم، حيث يكون تحضير هذه الوجبة في وقت مبكر وبكميات كبيرة حتى توزع على الجيران والأصدقاء.