تستعد ولاية مراكش -آسفي لإحياء ليلة رأس السنة الميلادية الجديدة وسط اجراءات أمنية مكثفة، لتأمين مختلف المرافق السياحية وأماكن الاحتفالات، حيث عقد أخيرا محمد مفكر والي الجهة اجتماعا مع ممثلي المؤسسات الفندقية، شدد خلاله على ضرورة الالتزام بمعايير الأمن والسلامة خلال حفلات ليلة رأس السنة الميلادية. وعلمت الصباح، أن محمد مفكر أصدر تعليماته المؤسسات السياحية والفندقية خلال الاجتماع، على ضرورة الرفع من حالة اليقظة وتعزيز الإجراءات الأمنية بالمؤسسات السياحية لوجيستيكيا وبشريا، من خلال تعزيز كاميرات المراقبة المثبتة بهذه المنشآت بأخرى أكثر تطورا، ونصب أجهزة متطورة للكشف الإشعاعي (سكانير) عند مداخلها لرصد أي تحركات مشبوهة، وتوفير أجهزة التفتيش اليدوي عبر تقنية المسح الضوئي، فضلا عن الزيادة في عدد حراس الأمن الخاص، والتنسيق المحكم مع الأجهزة الأمنية. و توعد محمد مفكر خلال الاجتماع الذي حضره مسؤولون جهويين في الدرك، الأمن، القوات المساعدة، والوقاية المدنية، المؤسسات السياحية التي تخل بالمعايير المذكورة بعقوبات قد تصل إلى الإغلاق النهائي. و يذكر أن والي جهة مراكش-آسفي قد عقد اجتماعا سابقا مباشرة بعد سلسلة التفجيرات الإرهابية التي شهدتها العاصمة الفرنسية، في الوقت الذي يأتي الاجتماع في غمرة الاستعدادات والترتيبات الأمنية غير المسبوقة التي تشهدها المدينة قبل احتفالات رأس السنة، التي من المرتقب أن تشهد المدينة خلالها زيارة حوالي خمسة وعشرين ألف سائح من دولة روسيا، و بعض البلدان من أوربا الغربية، بالإضافة إلى السياحة الداخلية، و شخصيات عالمية وازنة، بالإضافة إلى رياضيين وفنانين دوليين مشهورين. وكانت مراكش شهدت، في وقت سابق، نصب 73 كاميرا للمراقبة المتطورة تعمل عن طريق نظام اتصالات الألياف البصرية، ومربوطة بالشبكة الافتراضية المؤمّنة، حيث جرى تثبيتها بالعديد من الشوارع والمواقع المهمة، إذ تمّ ربطها بمقر ولاية الأمن، باعتباره المقر المركزي للمراقبة، وكذا مقر ولاية جهة مراكشآسفي، باعتباره مركزا للتحكم والعمليات. وقد جاء هذا الإجراء تنفيذا لاتفاقية شراكة، مدتها خمس سنوات قابلة للتجديد، بين الجماعة الحضرية وولاية الجهة، وولاية الأمن، وشركة اتصالات المغرب، تكلفت بمقتضاها الإدارة العامة للأمن الوطني بتحمل نفقات اقتناء الكاميرات المذكورة، بينما أوكل للجماعة الحضرية تحمل مصاريف التثبيت، فضلا عن أداء 21 مليون سنتيم و6000 درهم شهريا، كتكلفة للاشتراكات الشهرية للولوج إلى الشبكة العنكبوتية، بينما التزمت شركة اتصالات المغرب بمهام العناية والمتابعة التقنية للكاميرات. كما سبق للإدارة العامة للأمن الوطني، بمناسبة إحياء الذكرى الأولى لتفجير أركانة الإرهابي، أن نصبت 38 كاميرا مراقبة بمحيط ساحة جامع الفنا، وهو الإجراء الذي اعتُبر أنه يدخل في إطار سياق مواصلة الجهود من أجل تأمين المنشآت السياحية، وتوفير الفضاء الأمني المناسب للسياح الوافدين على المدينة، وأيضا لتكثيف الحضور الأمني بالشارع العام، وبلورة آليات عمل جديدة، ومقاربات استباقية متطورة، تسمح بزجر ومكافحة الجريمة بحزم وفعالية. من أجل توخي اليقظة حتى تمر هذه المناسبة في ظروف جيدة، وذلك عبر نصب حواجز أمنية بمداخل المدينة، وكاميرات مراقبة في المناطق الحساسة التي تشهد اقبالا للسياح، ك "الكازينو" وفنادق الخمس نجوم، بالإضافة إلى الملاهي الليلة التي تشهد في هذه الليلة سهرات صاخبة، يحييها فنانون قادمون من بلاد المشرق العربي. وأفادت مصادر الصباح، أن الأجهزة الأمنية عملت على رفع درجة التأهب بالإلحاح على احترام توقيت الإغلاق بالنسبة للملاهي الليلية والكباريهات، التي كانت تأمل من الوالي منحها ساعة إضافية، كما تم تكثيف الدوريات الأمنية و نشر وحدات إضافية من " حذر " تزامنا مع احتفالات رأس السنة، بالقرب من المنشآت السياحية التي يرتادها الناس للاحتفال بهذه المناسبة السنوية .