إجراءات أمنية استثنائية تتخذها السلطات بإقليم الحوز لتأمين احتفالات رأس السنة الميلادية، بعد الجريمة المروعة بضواحي قرية “إمليل”، فقد تم استنفار حوالي ألفي عنصر من القوات العمومية، بين درك ملكي، شرطة، قوات مساعدة، وقاية مدنية، رجال سلطة وأعوانها، يقومون بحملات تمشيطية واسعة النطاق، منذ بداية الأسبوع الجاري، تجري خلالها عمليات التحقق من هويات الأشخاص المضبوطين في أوضاع مريبة، والتنقيط الأمني لهم، فضلا عن إقامة سدود أمنية بمداخل مراكز الجماعات الترابية بالإقليم، وإطلاق الدوريات الأمنية بمختلف المواقع السياحية بها. وبقرية “إمليل”، بجماعة “آسني”، حلت لجنة إقليمية مختلطة بموقع جريمة ذبح السائحتين الاسكندينافيتين، أول أمس الأربعاء، من أجل الشروع في اتخاذ الإجراءات الإدارية والتقنية لإحداث أربع نقاط أمنية على طول الطريق الجبلية الرابطة بين “إمليل” وقمة جبل توبقال، بداية من دوار “أرمد”، مرورا بكهف “شمهروش”، ومأوى توبقال “الروفيج”، بالقرب من المنتزه الوطني لتوبقال، وصولا إلى قمة الجبل، وسيوجد بهذه المراكز الأمنية الأربعة عناصر من الدرك الملكي والقوات المساعدة، سيعلمون بتنسيق مع السلطة المحلية وأعوانها، كما تقرّر إلزام السياح المتسلقين للمرات الجبلية المؤدية للقمة بمرافقة مرشدين سياحيين جبليين. وقامت لجنة إقليمية رفيعة، ترأسها عامل الحوز، عمر التويمي، بزيارات ميدانية للعديد من المنشآت الفندقية والسياحية بالإقليم، التي أعطيت تعليمات صارمة لمديريها بنصب كاميرات مراقبة جديدة، وتعزيز الحضور الأمني بها، من خلال تشغيل عناصر إضافية من حراس الأمن الخاص، فضلا عن تحسين جودة الخدمات المقدمة للسياح، من خلال الاهتمام بفضاءات الاستقبال والترفيه والإطعام والإقامة بها. أما على صعيد مدينة مراكش، فقد احتضن مقر ولاية الجهة، مؤخرا، اجتماعا حضره مديرو أهم المنشآت الفندقية والسياحية بالمدينة، ومسؤولون إداريون، بالإضافة إلى مسؤولين أمنيين، على رأسهم والي الأمن، والقائد الجهوي للدرك الملكي، والمدير الجهوي لمديرية مراقبة التراب الوطني، والقائدين الجهويين للقوات المساعدة، والوقاية المدنية، وتمحور الاجتماع حول ضرورة الرفع من حالة اليقظة وتعزيز الإجراءات الأمنية بالمؤسسات السياحية، لوجيستيكيا وبشريا، من خلال تعزيز كاميرات المراقبة المثبتة بهذه المنشآت بأخرى أكثر تطورا، ونصب أجهزة متطورة للكشف الإشعاعي (سكانير) عند مداخلها لرصد أي تحركات مشبوهة، وتوفير أجهزة التفتيش اليدوي عبر تقنية المسح الضوئي، فضلا عن الزيادة في عدد حراس الأمن الخاص، والتنسيق المحكم مع الأجهزة الأمنية. وتأتي الإجراءات الجديدة في سياق الترتيبات الأمنية التي تشهدها المدينة قبل رأس السنة الميلادية، التي تعرف خلالها إقبالا مكثفا للسياح الأجانب والمغاربة، كما تزورها خلال الفترة نفسها شخصيات دولية وازنة من عوالم السياسة والمال والأعمال، بالإضافة إلى رياضيين وفنانين دوليين مشهورين. وكانت المدينة شهدت، تزامنا مع الاستعدادات الأمنية لاحتفالات رأس السنة الميلادية المنصرمة، نصب 440 كاميرا مراقبة جديدة، جرى تثبيت 250 منها داخل الأحياء العتيقة بالمدينة، وحوالي 20 كاميرا بساحة جامع الفنا، فضلا عن 170 أخرى بالشوارع والساحات الواقعة خارج السور التاريخي.