قال رئيس جامعة القاضي عياض بمراكش، عبد اللطيف الميراوي، إن هذه المؤسسة، التي يتعزز إشعاعها سنة بعد سنة، أضحت مؤسسة للتعليم العالي ذات جاذبية على المستوى الوطني. وأوضح خلال لقاء صحفي عقد بحر الأسبوع الجاري بمراكش، وخصص لتقديم مستجدات الدخول الجامعي برسم 2017 – 2018، أن أزيد من 100 ألف طالب اختاروا متابعة دراستهم في هذه الجامعة المتميزة ضمنهم 24 ألف طالب جديد مقارنة مع موسم 2016-2017.
ولفت الانتباه إلى أنه على الرغم من تزايد عدد الطلبة المقبلين على هذه الجامعة، لازال عدد الموارد البشرية مستقرا (1500 أستاذ –باحث) أي أستاذ لكل 100 طالب (وإطار إداري لكل 80 طالب) وهو معدل أعلى بأربع مرات مقارنة مع الجامعات الفرنسية والتركية، مشيرا إلى أن الجامعة ورغم هذه الإكراهات تمكنت من احتلال المرتبة الأولى على مستوى جامعات المغرب العربي والبلدان الفرنكوفونية بإفريقيا.
وأبرز الميراوي أنه في مواجهة مشكل "الاكتظاظ" اختارت الجامعة الابتكار من الناحية البيداغوجية من أجل سد الخصاص على مستوى الأساتذة.
وقال، في هذا السياق، إن الجامعة عززت مكانتها كأول جامعة مغربية تعمل على تقديم دورات التعليم عن بعد للطلبة من خلال منصة "مووك"، مبرزا أن هذا المحور الاستراتيجي الهام منح سمعة طيبة للجامعة لكونها نموذجا رائدا في العلم ونموذجا راقيا في الميدان الرقمي بالمغرب.
وتتوفر جامعة القاضي عياض حاليا على 150 وحدة مرتبطة بهذا النظام كما تطمح إلى الوصول إلى 400 وحدة للتدريس.
من جهة أخرى، اعتبر المتحدث أن افتتاح مركب جامعي جديد قريبا بالمدينةالجديدة تامنصورت من شأنه التخفيف من مشكل الاكتظاظ حيث ستصل طاقته الاستيعابية إلى 60 ألف مقعد.
ويروم هذا المشروع المنجز وفق المعايير الدولية تطوير أقطاب للحياة العصرية بالنسبة للطلبة والأساتذة والباحثين ويحفز على التبادل والعيش الجماعي داخل المركب، كما يشتمل هذا المركب الجامعي على فضاءات للتبادل بين الأساتذة.
من جانب آخر، كشف رئيس جامعة القاضي عياض أن الميزانية المخصصة للبحث العلمي والابتكار تقدر بمليار درهم (20 في المائة من ميزانية الجامعة) جزء كبير منها يتأتى من شراكات مع مؤسسات أخرى مع العلم أن الدولة تبقى المانح الأول للجامعة.
ومن ضمن المشاريع الأخرى التي انخرطت فيها الجامعة، يقول الميراوي، هناك مدينة الابتكار التي تبنى على مساحة 1400 متر مربع وتشمل أربعة أقطاب (البحث والتقييم، والحضانة والشركات والتكوين والخدمات المستعرضة).
ويتمثل هدف المدينة في خلق مختبر حقيقي للتجارب وهو نوع من الحاضنات التي تسمح بتجميع الموارد وتلبي توقعات الشركات في مدينة الابتكار وسيكون من الممكن التحقق في الوقت الحقيقي من ملاءمة التكوين مع سوق الشغل.
وأكد الميراوي على أن جامعة القاضي عياض تولي أهمية كبيرة لحركية الأساتذة والطلبة من خلال توقيع أزيد من 50 اتفاقية.
كما كشف عن المحاور الرئيسية لإستراتيجية الجامعة برسم الفترة 2017 -2019 والمرتكزة على رؤية شمولية تستثمر في المستقبل وتركز بالأساس على المجال الرقمي كسبيل لتعزيز الكفاءات وتحسين الأداء والمردودية.
وبخصوص مستجدات الدخول الجامعي الجديد، أشار المتحدث ، بالأساس، إلى إدماج نظام تقييم التعلمات في نهاية كل فصل دراسي بهدف تحسين الأداء البيداغوجي ومستوى الأساتذة.
وخلص إلى القول أن جامعة القاضي عياض تعمل على الاندماج في محيطها الجهوي والاسهام في تحقيق التنمية بالجهة.