بعد مرور سنوات على واقعة التشابك بالأيدي بين شباط واللبار في مقر مجلس النواب، مباشرة بعد خطاب ملكي تحدث فيه عن تخليق الحياة السياسية وضرورة الرقي بعمل البرلمان، عادت المواجهات لتندلع من جديد بين الطرفين لكن هذه المرة في قاعة الندوات بمقر جماعة فاس، والتي احتضنت، اليوم الخميس أشغال دورة العادية للمجلس الجماعي الخاصة بشهر ماي. المواجهة لم تصل إلى حد التشابك بالأيدي، لكن شباط واللبار تبادلا السب والشتم، واتهامات أخرى لها علاقة بسوء التسيير. ففي الوقت الذي وقف فيه اللبار هذه المرة في منصة التسيير كنائب من نواب العمدة، وتحدث فيه عن سنوات التسيير السيئة التي كان فيها شباط هو من يتولى عمودية المدينة، وقف شباط في جانب المعارضة، وهو يطلب الكلمة، في إطار نقطة نظام، وقال إن التسيير في ظل المجلس الحالي يواجه مشاكل تجعل انتظار الساكنة في خبر كان. وظل شباط، في أشغال هذه الدورة يوجه انتقادات تلوى الأخر للتحالف الرباعي الذي يتولى تدبير الشأن المحلي، والذي يقوده حزب "الأحرار" ويضم كلا من الأصالة والمعاصرة وحزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي. وقرأ الفاتحة تعبيرا منه عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني، وذلك في رد منه على ما اعتبره إساءة لنضالاته برفع العلم الإسرائيلي في نشاط سبق للجماعة أن رعته واحتضنته. شباط الذي كان من قادة حزب الاستقلال قبل أن يغادره في اتجاه جبهة القوى الديمقراطية، واللبار البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة لعدة ولايات، سبق لهما أن دخلا في مواجهات وتبادلا الكثير من الاتهامات، كان من أبرزها اتهام اللبار لشباط بالفساد عندما كان عمدة للمدينة. وبلغت المواجهات قمتها بالتشابك بين الطرفين في البرلمان في سنة 2014، مباشرة بعد انتهاء الملك محمد السادس من خطابه الذي ألقاه بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية التاسعة. المواجهة ابتدأت بتبادل التهم واستعمال ألفاظ نابية ونعوت جارحة بين شباط الذي كان حينها في منصب الأمين العام لحزب الاستقلال، وبين البرلماني اللبار. لكنه تطور إلى تشابك بالأيدي وتبادل للكمات. وقرر حزب الأصالة والمعاصرة حينها طرد البرلماني اللبار، لكنه عاد لاحتضانه بعد ذلك. وظلت العلاقة متوترة بين الطرفين، إلى أن تفجرت من جديد في دورة المجلس الجماعي لفاس.