انعقدت، أمس الجمعة بمراكش، جلسة عمل حول تتبع تقدم مشروع المتحف المستقبلي الموجه للتراث اللامادي بقلب ساحة جامع الفنا، وذلك بحضور الأطراف المعنية بهذا المشروع الثقافي الضخم. وشكل الاجتماع، الذي عرف حضور والي حهة مراكش-آسفي، عامل عمالة مراكش، كريم قسي لحلو، ورئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، مهدي قطبي، ومدير متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، عبد العزيز الإدريسي، ومحافظة متاحف مراكش، سليمة آيت مبارك، والمندوب العلمي، حميد التريكي، مناسبة للتوقف عند سير الأشغال التي تتقدم بالمتحف المستقبلي. وأبدى قطبي، في تصريح لقناة M24 التابعة للمجموعة الإعلامية لوكالة المغرب العربي للأنباء، ارتياحه لتقدم أشغال التهيئة التي تمضي وفق وتيرة مضطردة، مؤكدا أنه "في الأسبوع الثاني من شهر أبريل، سنتوفر على متحف سيشكل قبلة للجميع لاكتشاف تراثنا الوطني البديع". وبعدما عدد مهام المؤسسة الوطنية للمتاحف ودورها في توفر كل جهات المغرب على متاحف خاصة بها، أوضح أن متحف التراث اللامادي بساحة جامع الفنا "سيكون مكانا ساحرا سيتحدث عنه الجميع في قلب ساحة متفردة بالعالم". وقال "سنحتفي بكل ما قدمته هذه الساحة وسنعمل على جعلها مكانا للذكرى ولاسترجاع هذه الذكرى للأجيال الشابة". أما رئيس معهد العالم العربي، جاك لانغ، فأكد أن إحداث متحف للتراث اللامادي بقلب ساحة جامع الفنا يعد فكرة "رائعة"، لاسيما في "هذه البناية التاريخية التي ترتسم بهذه الساحة المتفردة". وكشف أنه "مجرد تخيل متحف للتاريخ في هذه الساحة بالكتابات، والشخصيات، والتقاليد، والطقوس، والفاعلين، والمتدخلين… يعد فكرة مدهشة"، مشيرا إلى أن القيمين على المشروع أوضحوا من خلال التصاميم والرسوم الفوتوغرافية ماسيكون عليه هذا المتحف "الحي". ويتعلق الأمر لا محالة ب"نجاح كبير"، من شأنه أن يشكل واجهة لتاريخ ساحة جامع الفنا. أما الإدريسي، فقال إن الأشغال توجد في مراحلها الأخيرة، مشيرا إلى "أننا بصدد الانتهاء من أشغال التهيئة والبدء في أشغال السينوغرافيا حتى يكون بمستطاعنا إعداد المكان بطريقة تجيب عن مهام المتحف". وأعلن الإدريسي أن الفضاء سيكون جاهزا شهر أبريل المقبل على أن يدشن لاحقا ليصبح مكان تلاق لا محيد عنه بساحة جامع الفنا، مضيفا أن المتحف سيشكل صلة وصل معتبرة تقص حكاية ساحة تمتد لسبعة قرون حتى يومنا هذا، ومراحلها الفارقة، إضافة إلى معرض لوحات من ماجوريل سيتم نقلها من متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر إلى هذا الفضاء. ويعد المشروع ثمرة شراكة بين ولاية جهة مراكش-آسفي، والمجلس الجماعي للمدينة، وبنك المغرب، والمؤسسة الوطنية للمتاحف، ويحظى بدعم منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، ومؤسسة نفيسة فارما 5. وتم خلال سنة 2019 التوقيع على اتفاقية شراكة تتعلق بإحداث وتدبير هذا المتحف من طرف الأطراف المعنية، والرامية إلى إحداث إطار للتعاون والشراكة لإحداث وتدبير متحف التراث اللامادي بالبناية السابقة لبنك المغرب بقلب جامع الفنا، والتي غذت على الدوام الذاكرة الجماعية للمملكة والشخصية الفنية للمغاربة. وتندرج الاتفاقية في إطار تشجيع الرأسمال المادي والفني والثقافي للحاضرة الحمراء، المصنفة كتراث عالمي للإنسانية منذ سنة 1985 من قبل اليونسكو، على اعتبار الإرث التاريخي الذي تزخر به المدينة القديمة، والذي يشكل تراثا حضاريا وعمرانيا وثقافيا مشعا، يعزز مكانة هذه الحاضرة كقبلة سياحية دولية. كما تأتي تنفيذا لمشاريع الاتفاقية-الإطار المتعلقة بمشروع "مراكش.. الحاضرة المتجددة"، الموقع بين يدي صاحب الجلالة الملك محمد السادس في يناير 2014، لاسيما المحور المتعلق بإنجاز متحف للتراث اللامادي كمكون من مكونات هذا المشروع الضخم.