نطقت المحكمة الإبتدائية بمراكش، قبل قليل من يومه الثلاثاء، بالحكم في قضية "أشقاء تمصلوحت" الثلاثة المتابعين من قبل النيابة العامة بتهمة السب والقذف والضرب بحق دركيين بتمصلوحت ومحاولة الإستيلاء على السلاح الوظيفي. وهكذا قضت هيأة المحكمة بالسجن شهرا نافذا في حق سفيان المحروق المتابع في حالة اعتقال، فيما حوَّلت العقوبة إلى شهر موقوف التنفيذ في حق شقيقه عبدالخالق بينما برأت ساحة الشقيق الثالث بوبكر. وفي تعليق على قرار المحكمة اعتبر محمد المديمي، رئيس المكتب الإقليمي للمركز المغربي لحقوق الإنسان بإقليمالحوز، الحكم موضوعيا ومنصفا وأثنى عن القضاء مؤكدا اصرار المركز على متابعة الدركيين أمام القضاء بتهم الضرب والتعذيب وتلفيق تهم مصطنعة. ويرتقب أن يفرج عشية اليوم عن سفيان المحروق الذي توبع في حالة اعتقال على اعتبار أنه قضى أزيد من شهر رهن الإعتقال الإحتياطي. وعرفت جلسة اليوم بحسب مصادر مطلعة ل"كش24″ تراجع أحد الدركيين الذي استمعت اليه المحكمة كشاهد، عن تصريحاته في محظر الضابطة القضائية والتي أكد فيها أن الإخوة الثلاثة حاولوا السطو على السلاح الوظيفي لرجال الدرك، حيث اقسم أمام القاضي بأن الأمر يتعلق بشنآن نتج عنه احتكاك غير مقصود بسلاح أحد الدركيين. وكانت المحكمة استمعت في جلستها ليومه الثلاثاء المنصرم 10 فبراير الجاري، لثلاثة شهود آخرين في الملف أكدوا بعدما أدوا اليمين أمام القاضي واقعة تعرض الأشقاء الثلاثة "سفيان المحروق وعبدالخالق وبوكر" لواقعة الضرب وصرحوا أنهم عاينوا آثاره على الإخوة حيث كان عبدالخالق مصابا في عينه وشقيقه سفيان على مستوى الوجه وهم طريحي الأرض ويبكون داخل سرية الدرك الملكي لتمصلوحت، وهي نفس الشهادة التي أدلى بها شاهد سابق خلال جلسة الثلاثاء المنصرم. وتضيف مصادرنا، أن الشهود الثلاثة أكدوا أنهم وجدوا ساعتها قائد سرية الدرك الملكي يطلب من دركييه تقبيل رؤوس الأشقاء قبل أن يدخلوا على مساعي إصلاح ذات البين الذي توج بإطلاق سراح الإخوة بعد تقبيل الدركيين لرؤوسهم ليغادروا المركز، غير أنهم تفاجأوا لدى عودتهم مساء بمعية الثلاثة من أجل سحب بطائقهم باعتقالهم. وكان دفاع الأشقاء ممثلا في الأستاذ عادل علوش عن المركز المغربي لحقوق الإنسان طعن خلال الجلسة المنصرمة في شهادة المسمى "عبدالله أيت القوس" باعتباره طرفا في القضية الأمر الذي جعل المحكمة تستغني عن شهادته. ويذكر أن المركز المغربي لحقوق الانسان فرع إقليمالحوز، وجه صباح يوم الاثنين 26 يناير المنصرم، شكاية الى كل من الوكيل العام باستئنافية مراكش، والقائد العام للدرك الملكي، بخصوص انتهاك حقوق الانسان بدركية تامصلوحت التابعة لإقليمالحوز.
وحسب الشكاية التي توصلت بها "كِش24" فان المركز المغربي لحقوق الانسان، سجل انتهاك مختلف حقوق الانسان من طرف دركيين في حق ثلاثة اشخاص : (عبد الخالق و سفيان وبوبكر) كانوا على متن دراجاتهم النارية، أمام الشهود بمدخل جماعة تامصلوحت في الاسبوع الثاني من الشهر الجاري، حيث تم توقيفهم من طرف المعنيين بالأمر، قبل ان يدخلوا في مشاداة كلامية تطورت الى اعتداء لفظي، احيل معه الثلاثة على المركز الترابي للدرك الملكي بتراب الجماعة المذكورة، قبل ان يتدخل قائد المركز لاصلاح ذات البين بين الدركيين والاشقاء الثلاثة، حيث اخلي سبيلهم، فيما تم الاحتفاظ ببطائقهم التعريفية، بناء على الصلح الحاصل بين الأطراف تضيف الشكاية.
وتضيف الشكاية أن اسرة الأشقاء ومعهم المركز المغربي لحقوق الانسان، فوجئت باعتقالهم ساعات قليلة بعد ذالك، بقرار من رئيس المركز، حيث تمت إحالتهم على المركز القضائي بتحناوت، من اجل تعميق البحث معهم بتعليمات من النيابة العامة، في تهم جاءت في تصريحاتهم المصطنعة تضيف الشكاية.