حميد حنصالي يُخيَّل لكل من يشاهد التلفزيون الجزائري هذه الأيام، أن "بلد المليون شهيد" يعيش حالة حرب حقيقية؛ إذ تحوّلت القناة التلفزيونية الرسمية في الجارة الجزائر إلى إعلام حربي ولا عجب في ذلك، فالإعلام هناك يتحكم فيه جنيرالات العسكر، كما يتحكمون في كل شؤون البلاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. إن إستراتيجية العصابة الحاكمة بالجزائر التي أعقبت خطوة إعادة فتح المغرب لمعبر الكركرات و اعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكية بمغربية الصحراء وفتح العديد من قنصليات الدول سواء بمدينة العيون او الداخلة، طغى عليها حس الفبركة الكوميدي والذي أضحى محط سخرية كل متابع لتطورات الصحراء المغربية. بلاغات تتجاوز عدد مرتزقتهم تعلن عن قصف مواقع مغربية و عمليات نوعية تناولها إعلام العسكر مع تمويل للعديد من المنشورات و تسخير عدد كبير من المأجورين هنا و هناك لتسيير صفحات للتضليل الإعلامي و نسج خيال حروب و معارك و إنتصارات وهمية .كلّ ذلك من أجل إقناع الناس عبثًا بأن "البوليساريو" نفّذت وعيدَها بالتنّكر لوقف إطلاق النار وإعلان حالة الحرب، وأنها تلحق خسائر بالقوات المسلحة الملكية المغربية يومًا بعد يوم؛ والحال أن المسألة مجرد تهيّؤات وأوهام وأضغاث أحلام. كل هذا يحيلنا على فشل النظام الجزائري الذي فضح نفسه بنفسه سواء عبر فشل سياساته أو إستراتيجياته في خلق جدار من الاكاذيب و الفبركات على حساب تغطية غياب الرئيس و كذا التستر إعلاميا على حملات الإعتقالات الواسعة في صفوف نشطاء الحراك إلى جانب الفشل الكبير على مستوى تحسين عيش المواطن الجزائري الذي أضحى يفهم أكثر لعبة الجنرالات التي همها الوحيد توجيه الرأي العام الجزائري بخلق فزاعات لإلهاءه و تغيير مسار إهتماماته. وبهاته السيناريوهات يتجلى بوضوح تواطؤ النظام الجزائري في لعبة قذرة همها إضعاف سيرورة التنمية بالمغرب الذي أصبح كما كان إيقاعا يصعب على الجزائر البلد البترولي مجاراته.. إن معركة الشعب الجزائري ليست مع المغرب ولا مع المغاربة، ولكنّ معركته الحقيقية هي مع قوته اليومي، ومع المواد الاستهلاكية التي تشهد ارتفاعا مهولاً في الأثمان، لا تقوى عليه جيوب معظم الناس "الغلابة" الذين يصطفون في طوابير لمدة طويلة من أجل اقتناء لتر واحد من مادة الحليب… وفي ظل هذا الوضع يتساءل جل المواطنين الجزائريين الأحرار ، ماذا ستجني الجزائر من استمرارها في استنزاف اقتصادها من أجل قضية تبين للعالم أجمع أن حلها لن يكون إلا سياسيا؟ وهي قبل ذلك وبعده بيد الأممالمتحدة.