تم مؤخرا بالرأس الأخضر، الإعلان عن ميلاد الائتلاف الإفريقي لحماية التراث البحري بمبادرة من جمعية السلام المغربية، وذلك بتوقيع الوثيقة التأسيسية للائتلاف من طرف ممثلي جمعيات من مختلف أنحاء العالم مهتمة بحماية التراث البحري في سواحل القارة الإفريقية. وأوضح بلاغ لجمعية السلام، توصلت به وكالة المغرب العربي للأنباء الاثنين، أن هذا الائتلاف الذي تم الإعلان عن تأسيسه في ختام النسخة الثانية للمؤتمر الدولي حول التراث البحري، يتوخى بالأساس الترافع لدمج حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه في الاستراتيجية البحرية الإفريقية المندمجة (إيم 2050). وأضاف المصدر ذاته أن الائتلاف الذي يتكون من لجنة القيادة ومجلس استشاري علمي وقانوني، يروم أيضا دعم وتحفيز المصادقة على اتفاقية اليونيسكو المتعلقة بحماية التراث الثقافي المغمور بالمياه لسنة 2001، وتفعيل مقتضياتها، إلى جانب المساهمة في إنجاح المخططات المتعلقة بحماية الساحل الإفريقي. وأبرز أن أول مبادرة اتخذها الائتلاف “المنفتح على جميع مؤسسات البحث العلمي، والمتاحف، والجمعيات غير الحكومية المتخصصة في مجال حماية التراث البحري”، بعد إحداثه، هي دعمه لمشروع المتحف البحري لتراث الثقافي البحري المادي المغمور تحت الماء بجهة الداخلة وادي الذهب، والمرصد الافريقي للتنوع البيولوجي البحري. وقدم رئيس جمعية السلام، السيد الشيخ المامي أحمد بازيد، في إطار فعاليات هذا المؤتمر، عرضا مفصلا عن التراث المغمور بالمياه الذي تحتضنه جهة الداخلة وادي الذهب، ومشروع المتحف البحري الذي يشرف عليه المجلس الجهوي للداخلة حيث تم إدراجه ضمن المخطط التنموي للجهة بتكلفة مالية تصل إلى 10 ملايين أورو، مبرزا أن هذا المشروع سيجعل من جهة الداخلة قطبا إفريقيا في مجال تثمين التراث البحري. وإلى جانب السيد أحمد بازيد، ضم الوفد المغربي المشارك في هذا المؤتمر، كلا من أستاذة القانون البحري بجامعة القاضي عياض بمراكش، سميرة ادلالن، والأستاذ الباحث في التنوع البيئي البحري بجامعة محمد الخامس الرباط. وحسب البلاغ، فإن مشاركة جمعية السلام في هذا المؤتمر تمت “بدعم من مجلس جهة الداخلة وادي الذهب، وذلك في إطار تفعيل المقاربة التشاركية التي تخدم الشراكة جنوب – جنوب، وتنفتح على البلدان المجاورة تماشيا مع التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس”. واتفق المشاركون في هذا المؤتمر، وهم باحثون وخبراء من المغرب والسنغال والرأس الأخضر، والبرازيل والبرتغال وفرنسا وبلجيكا وألمانيا، على تنظيم النسخة الثالثة للمؤتمر الدولي حول التراث البحري (2018) في جزيرة غوري بالسنغال. يشار إلى أن جمعية السلام تعد أول جمعية مغربية قامت بأبحاث قادت إلى إماطة اللثام عن التراث المغمور تحت الماء بالمملكة. كما قامت أيضا بتفعيل أول برنامج لمنظمة اليونيسكو في الأقاليم الجنوبية للمملكة، إضافة إلى تمثيلها للمغرب والعالم العربي في ذكرى تخليد أوربا للحرب العالمية الأولى في مدينة بروج البلجيكية.