تغيرت لهجة النظام العسكري الجزائري بعد ال13 من نونبر الجاري، يوم تدخل الجيش المغربي لطرد مرتزقة البوليساريو من معبر الكركرات الحدودي، الذين حاصره ومنعوا الحركة التجارية والمدنية لما يقارب الشهر، أمام أعين المنتظم الدولي، ولاسيما بعثة المينورسو. فمنذ بداية نزاع الصحراء نهاية سبعينيات القرن الماضي، والجزائر تقول بأنها ليست طرفا في نزاع الصحراء، ولا اطماع لها في الاقليم، وأنها فقط تدعم الصحراويين في المطالبة بحقهم في تقرير المصير. وبعد 13 من نونبر الجاري، تغيرت لغة الجزائر، وصار ساستها يقولون أنه لا حل لقضية الصحراء دون الجزائر، وان القضية الصحراوية تمثل قضية سيادية للجزائر تتعلق بعمقها الامني الاستراتيجي، وفق تعبري القيادي السابق في جبهة البوليساريو مصطفى سلمى ولد سيدي مولود. وأضاف الناشط السياسي، أن الذي تغير بعد 13 نونبر، هو ان ريح البحر الساحلية لم تعد تحمل معها ذرات بخار ماء المحيط عندما تهب ريحا غربية على الجزائر، بسبب استكمال المغرب لحزامه الدفاعي ليشمل الكليمترات التي كانت تفصله عن الحدود الموريتانية، أما غير ذلك فلم يطرأ، فقد كان المغرب يحوز الصحراء النافعة بحزامه الدفاعي منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي، وكان يحوز الكركرات وما بعدها بحكم الاستغلال التجاري، بعد ان فتح بها ثغرة للعبور إلى الموريتانيا سنة 2003 ثم معبر دولي يربط اوروبا بافريقيا. وتساءل الناشط ذاته، ما إذا كانت الجزائر قد راهنت على حصان خاسر في نزاع الصحراء؟ وهل أخطأت الاستراتيجية الجزائرية من البداية بعد أن غامرت الجزائر بالصحراويين في حرب مع المغرب، و لم تتدخل مباشرة في النزاع؟. وشدد مطصفى سلمى على أن الجزائر كانت تغط في سبات عميق، واستفاقت بعد 13 نوفمبر مصدومة، و لم يتحدد بعد تجاه بوصلتها.