يحذو مهنيي قطاع السياحة وسكان مراكش، مع عودة السياح الأجانب، في إشارة مطمئنة لإنعاش تدريجي للنشاط السياحي بالمدينة، الأمل والتفاؤل من أجل غد لا يمكن أن يكون إلا أفضل من سابقه. واعتبرت سيدة الأعمال في المجال السياحي، سمية سامبا، أنه "بعد أشهر طويلة من التوقف بسبب الحجر الصحي المفروض من قبل السلطات المختصة لمكافحة جائحة فيروس كورونا، أعطى وصول أولى السياح إلى تراب المملكة وتحديدا مراكش، وإعادة فتح بعض المؤسسات الفندقية الأمل لكافة مكونات القطاع على الصعيد الوطني". وقالت سامبا، على هامش إعادة فتح فندق ورياض "الناعورة" بمراكش، إنها "إشارة قوية ونافذة على فرصة تفتح، من الآن فصاعدا، نحو تفكير عميق وملتزم حول صمود قطاع يضطلع بدور استراتيجي متزايد كرافعة للتنمية في البلد". وأكدت، في هذا الصدد، على ضرورة إعادة التفكير في صناعة الاسفار والضيافة، وجعلها أكثر أداء واندماجا واستدامة، مشددة على استدامة السياحة والاقتصاد والجانب الاجتماعي، حتى "نسير أبعد مما نأمل من خلال الانخراط في هذه الرؤية". وأشارت هذه الفاعلة الاقتصادية التي دخلت المغرب بعد تجربة طويلة بالخارج، إلى أنها بصدد الاشتغال على مشاريع إيكو-سياحية في منطقة أكفاي تدخل ضمن السياحة المستدامة، معبرة عن قناعتها في أن ‘المستقبل بيد من يؤمنون بأن الفرصة توجد بالمغرب". بدوره وبنفس نبرة التفاؤل، أكد مدير مركز التكوين والتأهيل في مهن الصناعة التقليدية بمراكش، عبد العزيز الرغيوي، أن إنعاش القطاع السياحي "يعطي الأمل لقطاع الصناعة التقليدية بالمدينة الحمراء، والذي يشكل رافعة اقتصادية قوية على صعيد جهة مراكشآسفي، إذ يأتي في المرتبة الثانية بعد الفلاحة". وبعد أن أوضح أن قطاع الصناعة التقليدية تضرر بشكل كبير جراء تداعيات الأزمة الصحية الناجمة عن (كوفيد-19)، أشار المدير الجهوي السابق للصناعة التقليدية أن القطاع شهد مؤخرا "استئنافا" لكن الوضعية تظل "صعبة" بالنسبة لقطاع حيوي يساهم في النسيج الاقتصادي المحلي. وأبرز أن "أهمية الصناعة التقليدية تتمظهر في عدد المقاولات الحرفية من ضمنها، 75 وحدة مهيكلة، ونسبة الحرفيين من الساكنة النشيطة بمراكش والتي تمثل 50 في المئة". وفي قطاع يمتزج فيه الاقتصادي بالاجتماعي، وصلت "ترددات الزلزال" الذي ضرب السياحة إلى النسيج التعاوني، الذي قاوم من أجل الحفاظ على مناصب الشغل لفائدة الأشخاص المنحدرين من الفئات الاجتماعية الاكثر هشاشة. وأكدت رئيسة التعاونية النسوية الفلاحية "أماس نيغرم"، فتيحة الجزولي، أن غلق المؤسسات السياحية أثر بشكل كبير على بيع المنتوجات الفلاحية للتعاونيات، التي تشكل مصدر دخل لعدد من العائلات، لاسيما تلك المنحرة من المناطق القروية الهشة. وأضافت الجزولي أنه بعد إنعاش النشاط السياحي وإعادة فتح الفنادق، "شرعنا في تلقي طلبيات منتظمة حول الفواكه والخضر البيولوجية، والتي أثلجت صدر الفلاحين الذين قضوا أشهرا صعبة"، معبرة عن تفاؤلها إزاء مستقبل القطاع.