انطلقت احتفالات راس السنة الميلادية بمدينة مراكش منذ الرابعة مساء ببعض الإدارت العمومية التي أبى موظفوها إلا أن يُودِّعوا سنة 2015 بتناول المشروبات والحلويات التي ازدهرت تجارتها طيلة يوم أمس الخميس، حيث شهدت جل المخابز العصرية رواجاً تجارياً أنسى أصحابها الركود الذي ميز الأيام الاخيرة. وفي الوقت الذي كانت تسمع ببعض الملحقات الإدارية نغمات الموسيقى والزغاريد، كان رجال الشرطة يغادرون مقرات عملهم باتجاه مختلف شوارع المدينة و أزقتها لتأمين احتفالات المراكشيين برأس السنة الميلادية .
ويذكر أن مدينة مراكش شهدت توافد العديد من السياح الأجانب و المحليين منهم من يفضل الإقامة في فنادق المدينة وبعضهم يتجه نحو دور الضيافة، بالإضافة إلى سكان الجماعات القروية المحيطة بالمدينة، التي يحل سكانها بالمدينة عبر مختلف وسائل النقل العمومية . انطلقت خطة رجال الشرطة بمراكش بتأمين مداخل المدينة عبر السدود القضائية، محطات للمراقبة و نقط للتفتيش بكل الطرق المؤدية إلى مراكش، ليتم التركيز داخلها على تأمين الأزقة والشوارع المؤدية إلى أربعة مناطق تشهد كالعادة ازدحاما كبيرا انطلاقا سيدي يوسف بن علي والمدينة العتيقة، القصبة، المحاميد، منطقة المسيرات وأزلي، باتجاه ساحة جامع الفنا، بشارع محمد الخامس، منطقة جيليز والحي الشتوي ثم شارع محمد السادس، وهي المناطق التي تقع تحت نفوذ المنطقة الأمنية الأولى ( جيليز المدينة ) التي عاشت ضغطا كبيرا، بها تتواجد أغلب المرافق السياحية، الملاهي والكابريهات، المستشفى بالإصافة إلى مقر ولاية الأمن الذي ظل طيلة بوم الخميس 31 دجنبر كخلية نحل، سواء من طرف الفرقة الحضرية التي أمنت المرور بشوارع شهدت اكتظاظا كبيرا، أو الشرطة القضائية التي انتشرت عناصرها على طول شارع محمد الخامس و الأزقة المجاورة له، الأمن العمومي، الفرقة السياحية انطلاقا من ساحة جامع الفنا، وازقة المدينة العتيقة مع التركيز على بعض الساحات الكبرى كباب تاغزوت، رياض العروس، وساحة مولاي علي الشريف . خصصت المنطقة الأمنية أربع وحدات لحوادث السير، وكانت كل مدارة تضم سيارات الشرطة، التدخل السريع، القوات المساعدة، الوقاية المدنية، في حين تجوب سيارات اخرى مختلف الشوارع، رفقة عناصر الصقور، مع دوريات أمنية الراجلين منهم من يرتدي الزِّي الرسمي و بعضهم يضع شارات او صدريات لامعة. و في الوقت الذي كانت القنوات التلفزية تعرض سهرات نهاية السنة، كان المراكشيون يتدفقون نحو شوارع المدينة و الأسواق التجارية الممتازة التي حظيت بتغطية أمنية خاصة يصر خلالها رجال الشرطة على تفتيش الحقائب المحمولة، كما هُو الحال بمداخل المطاعم والعلب الليلية التي أثر المسؤولون بها على تشغيل التلفزات لكن بعد كتم الصوت، حيث يفضل الزبناء الموسيقى المباشرة الحية .
مقر الدائرة الأولى للأمن ظل يُستقبل مخمورين وسكارى، وبعض القاصرين الذين يضايقون السباح و زوار المدينة، في الوقت الذي شهد مقر مستعجلات مستشفى ابن طفيل توافد جرحى و معطوبين منهم ضحايا حوادث سير أو نزاعات و مشاجرات تحدث بين الفينة والأخرى، لكن سرعان ما ينتقل إليها رجال الأمن لإيقاف المعتدين ونقل المصابين لتلقي العلاج. تم تزيين واجهات المطاعم والكباريهات والملاهي الليلية، بأضواء وإكسسوارات تهنئ الزوار بحلول السنة الجديدة، حيث عرفت إقبالا كبيرا لاستقبال السنة الجديدة على إيقاع الموسيقى والرقص، ساهمت فيه احيانا فرق الطقيطيقات والدقة المراكشية التي تطوف المدينة للمساهمة في خلق أجواء والفرح ببلاد البهجة. لجنة مراقبة الأماكن العمومية التابعة للمصلحة الجهوية للاستعلامات العامة بولاية الأمن أصرت على تطبيق القانون و احترام توقيت الإغلاق، الامر الذي ساهم في تقلص حركيّة الشوارع، ساهم فيها الانخفاض الكبير لدرجة الحرارة حيث سرعان ما ارتدى رجال الأمن ملابس واقية في الوقت الذي تحول عدد كبير من المسؤولين إلى هيئة كولومبو بمعاطف تقي أجسادهم البرد القارس، الذي لم بأبه به السكارى و المخمورين، إلا بعد ان يجدوا أنفسهم في دهاليز المقرات الأمنية، أو فوق أسرة المؤسسات الطبية.
و دعت مدينة مراكش سنة 2015، على إيقاع خطة أمنية دائبة، عملت خلالها ولاية مراكش على تكثيف مراقبتها للعديد من المركبات السياحية، و الفنادق الكبرى والملاهي الليلية، التي شهدت إقبالا كبيرا من قبل زبناء محليين وأجانب، خلال احتفالات نهاية السنة الميلادية .