تتواصل معاناة العشرات من مرضى القصور الكلوي بمراكش، بسبب طبيعة الخدمات الصحية المُقدمة لهم، وعدم حصولهم على العلاجات المخصصة لهم من حصص تصفية الدم بمركز التصفية، وأدوية الأمراض التي تصاحب هذا المرض، فضلا عن الأعطاب التقنية المتكررة لآلات تصفية الدم، وهي المعاناة التي فاقمتها الوضعية الوبائية لفيروس كورونا بالمدينة الحمراء. الآلام التي تعيشها هذه الفئة، بكِلية واحدة متعبة تحت رحمة الأجهزة، يزيد من حدتها التهميش الذي يطال مرضى القصور الكلوي بمراكش، أمام سياسة الأذان الصماء التي تنهجها الجهات المُختصة، دفعتهم فيما مرة دفعهم إلى طرق باب المديرية الجهوية لوزارة الصحة لبسط شكواهم، لكنهم رجعوا أدراجهم بخفي حنين. وفي اتصال مع "كش24" حكى متضررون يعانون من الفشل الكلوي، بحرقة كبيرة المعاناة التي عاشها ولا يزال يعيشها مرضى "الدياليز" بالمدينة الحمراء، بسبب أجهزة كثرت أعطابها التقنية، وظروف خضوعهم لحصص التصفية بالإضافة إلى المعاناة مع التنقل للاستفادة من حصص تصفية الكلي، وقلة هذه الحصص التي لا تتجاوز حصتين في الأسبوع. وأوضحت المصادر ذاتها، أن الأزمة التي تمر منها المدينة على غرار باقي مدن المملكة، جعلتهم ينقلون مكان حصص التصفية من مستشفى ابن زهر بعد تخصيصه لمرضى كوفيد، إلى جمعية، ليبدأ مسلسل جديد من المعاناة يُعزز سابقه بالمستشفى المذكور. وأضافت المتضررون، أنه من بين المشاكل التي وجدوها بالجمعية المعنية، إضافة إلى تلك المتعلقة بآلات التصفية التي قد تخذلهم في أية لحظة بسبب الأعطاب المُتكررة، هي الظروف التي تمر فيها حصة التصفية والتي وصفتها بالكارثية، إذ لا وجود لطاولات الأكل بغرف التصفية ولا وجود لثلاجات لحفظ الدم، بالإضافة إلى خضوعهم للحصة في درجة حرارة مرتفعة والتي قد تصل، إلى 47 درجة، رغم أن الغرف تتوفر على مكيفات هوائية، ويمتنع المسؤولين بالجمعية عن تشغيلها. وأشار المتضررون، إلى أن الكارثة العظمة تكمن في جمع مرضى فيروس كورونا، والمرضى الآخرين بمكان واحد وهو الامر الذي يشكل خطرا كبيرا على أرواحهم، لا فتة إلى أنهم يضطرون إلى التنقل إلى المركز الإستشفائي قصد إجراء التحاليل بعد إلزامهم بهذه الأخيرة قبل حصة التصفية، بدل توفيرها بالجمعية. المصادر ذاتها، سجلت أيضا أن ظروف اشتغال الأطر الصحية بالجمعية المعنية، كارثية، مما ينعكس سلبا عليهم، مضيفة أن هذا الوضع دفعهم إلى الاحتجاج أكثر من مرة، ونقل شكواهم إلى مدير المستشفى والمديرة الجهوية، لكن كانت الأبواب دائما موصدة في وجههم"، على حد قوله. ويطالب مرضى القصور الكلوي بمدينة مراكش، وزارة الصحة بالتدخل من أجل وجود حلول جدرية لهذه المشاكل، التي باتت تهدد حياة عدد من المرضى، وإرسال لجنة تفتيش للوقوف على حجم المعاناة التي تعيشها هذه الفئة.