ترحيب مغربي بتصريحات المتحدث باسم الحكومة الجزائرية، وزير الإعلام، عمار بلحيمر، الذي تحدث عن ترحيب بلاده بأي مبادرة قائمة على العديد من الأسس. بعض الصحف المغربية تناولت التصريحات ووصفتها بأنها خطوة جيدة نحو حلحلة الأزمة الممتدة منذ فترة طويلة. فيما قال مسؤولون مغاربة إن المغرب يرحب بأي تقارب وتعاون جاد قائم على احترام السيادة، خاصة فيما يتعلق بقضية الصحراء. ودعا بلحيمر إلى تصفية الخلافات الثّنائية وتحقيق تقارب حقيقي ما بين الرّباط والجزائر، باعتمادِ أسلوب الحوار والتّعاون. ورحب متحدث الحكومة الجزائرية في حوار له مع "سبوتنيك" الثلاثاء الماضي، بأي مبادرة هدفها البناء ولم الشمل، باعتماد أسلوب الحوار والطرق المشروعة بكل شفافية، وذلك مع احترام خصوصية كل بلد وسيادته، دون المساس بالمبادئ الأساسية للدبلوماسية المبنية على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد. من ناحيته قال عبد العزيز أفتاتي، القيادي بحزب "العدالة والتنمية" والبرلماني السابق، إن موقف المملكة ثابت، ويسعى للحفاظ على الروابط الأخوية التاريخية والحضارية، الناتج عن الانتماء الواحد المشترك، مغاربيا وعربيا وإسلاميا وأفريقيا. وأضاف في حديثه ل"سبوتنيك"، أن هذا الموقف دعمه النضال الوحدوي إبان حقبة الاستعمار، ودعم عدم الانحياز وكذا كفاح الشعوب للتحرر والنهضة. ويرى القيادي في "العدالة والتنمية" أنه رغم ما يجري من استمرار احتضان بعض بذور وحاولات التفرقة والتجزئة من لدن جهات نافذة "مقيمة" في أجهزة دولة الجارة الشقيقة، إلا أن المغرب ثابت على بوصلة البناء المغاربي، كأساس متين لدعم النهضة الأفريقية، وإسناد الكفاح الفلسطيني، وجهود التعاون والوحدة ضمن الجامعتين العربية و الإسلامية. وشدد على أن المغرب كان ولا يزال وسيبقى منفتحا على أي جهد تعاوني، وأي بصيص وحدوي. فيما قال النائب جمال بن شقرون إن المغرب دائما ما مد يده للجارة الجزائر من أجل رفع أسهم التنمية المشتركة والتعاون على كافة الأصعدة. وأضاف في حديثه ل"سبوتنيك"، أن الدعوات المتعددة التي تحدث عنها الملك محمد السادس بشأن فتح الحدود والحوار يؤكد موقف المغرب من الجارة. وبحسب بن شقرون أن التبادل التجاري يمكن أن يرفع نسبة النمو بين البلدين بنسبة 2 بالمئة. وأعرب عن أمنيته أن تكون الرؤية الحكومية الجديدةبالجزائر صادقة، خاصة في ظل الأزمات التي تعانيها معظم دول العالم إثر جائحة كورونا، وأن التكتل الإقليمي والعربي يمكن أن يساهم في تخفيف الأعباء. وأشار إلى ضرورة التعامل بجدية في ملف قضية الصحراء المغربية، دون أي مزايدات، خاصة كافة الدلائل والحجج تؤكد مغربية الصحراء. وبحسب بن شقرون فإن المغرب يمد يده للجزائر للتعاون الجاد على كافة المستويات. وتشهد العلاقات الجزائرية-المغربية توترا منذ عقود بسبب النزاع في الصحراء الغربية، والحدود بين البلدين الجارين مغلقة منذ 1994.