نظمت جمعية المتبرعين ذوي الأصناف الدموية النادرة، اليوم الجمعة بالمركز الجهوي لتحاقن الدم بمراكش، حملة للتبرع بالدم لقيت تجاوبا وإقبالا كبيرا من لدن عموم المواطنين. ومكنت هذه الحملة المستعجلة لسد "الخصاص المهول" الذي تعرفه جل مستشفيات المدينة الحمراء في مادة الدم، من جمع أزيد من 300 كيس للدم، مما سيمكن من تعزيز المخزون الجهوي والرفع من احتياطي هذه المادة الحيوية. وسعت هذه المبادرة الإنسانية إلى ترسيخ ثقافة التضامن، وزيادة الوعي حول دور التبرع بالدم لسد الحاجة المتزايدة للمرضى المحتاجين، خاصة في ظل هذه الظرفية الاستثنائية الناجمة عن تفشي فيروس كورونا المستجد، والتي أدت بشكل مباشر إلى تراجع عدد المتبرعين. ولإنجاح هذه الحملة، اتخذ المنظمون جملة من التدابير على المستوى التنظيمي والصحي، مع كل ما تطلبته من تدابير احترازية ذات البعد الوقائي (ترسيم مسار المتبرعين واستخدام التعقيم وراتداء الكمامات الواقية) ارتباطا بالوضعية الراهنة، ووفق بروتوكول منسجم مع القواعد الوقائية المعمول بها وطنيا. وبالمناسبة، أكد الحارس العام بالمركز الجهوي لتحاقن الدم والمسؤول عن قوافل التبرع بالدم بجهة مراكشآسفي، محمود أبغاش، أن "هذه الحملة تأتي بعد نداء وجهه المركز نتيجة للظرفية الصحية الطارئة التي تعيشها بلادنا ومصادفتها للفترة الصيفية التي تشهد عادة عزوفا عن التبرع بالدم". وأوضح أبغاش، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المركز الجهوي لتحاقن الدم بمراكش بلور استراتيجية عمل قائمة على الانفتاح على وسائل الإعلام وجمعيات المجتمع المدني لحث المواطنين على التبرع بالدم. وأكد أن أبواب المركز الجهوي لتحاقن الدم مفتوحة طيلة أيام الأسبوع من الساعة التاسعة صباحا إلى غاية السادسة مساء من أجل استقبال كل من يرغب في التبرع بالدم، معبرا عن أمله في استمرار مثل هذه الحملات لدورها الهام في إنقاذ أرواح العديد من المرضى. من جانبه، أكد أمين مال جمعية المتبرعين ذوي الأصناف الدموية النادرة، السيد يوسف مرضي، أن هذه الحملة تأتي على إثر نداء المركز الوطني لتحاقن الدم، وكذا المركز الجهوي لتحاقن الدم بمراكش، نظرا للخصاص المهول الذي يعاني منه الإحتياطي الوطني الذي يكفي فقط لأربعة أيام وتفاقم بسبب أزمة كوفيد-19. وذكر مرضي، في تصريح مماثل، بأن الجمعية التي تأسست سنة 2012، تشتغل بشكل وثيق مع المركز الجهوي لتحاقن الدم بمراكش، حتى "نتمكن قدر الإمكان من تلبية حاجيات المركز من هذه الأصناف الدموية النادرة". وتعتبر منظمة الصحة العالمية أن التبرع بالدم، كعمل خيري تطوعي، غير مرتبط فقط بإنقاذ أرواح المرضى، بل له فوائد عديدة على صحة المتبرع، خاصة إذا قام الشخص بالتبرع مرة كل ستة أشهر. وحسب المنظمة الأممية، فإن مزايا التبرع بالدم تتمثل في الحصول على فحص طبي مجاني يشمل مرض فقدان المناعة المكتسبة "السيدا" والتهاب الكبد الفيروسي؛ وحرق السعرات الحرارية؛ وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان؛ وإنتاج خلايا دم جديدة فضلا عن تنشيط الدورة الدموية.