شهد المركز الجهوي لتحاقن الدم بمراكش، نهاية الأسبوع الماضي، إقبالا مكثفا من المواطنين من كلا الجنسين، خلال حملة للتبرع بالدم نظمتها جمعية المتبرعين ذوي الأصناف الدموية النادرة، تكريسا لثقافة التضامن والتبرع والتجاوب مع متطلبات الحالة الراهنة التي تعرف تعبئة عامة في مواجهة وباء كورونا المستجد. وتأتي هذه الحملة بعد نداء وجهه المركز الجهوي لتحاقن الدم نتيجة للظرفية الصحية الطارئة التي تعيشها المملكة ومصادفتها للفترة الصيفية التي تشهد عادة عزوفا عن التبرع بالدم. وعرفت هذه العملية نجاحا كبيرا من خلال الأعداد المشاركة للمواطنين والمواطنات المتبرعين ومن خلال التدابير المتخذة على المستوى التنظيمي والصحي. واتخذت جمعية المتبرعين ذوي الأصناف الدموية النادرة، بتنسيق مع المصالح الصحية المختصة لتوفير الشروط التنظيمية والصحية، مع كل ما تطلبته الوضعية الراهنة من تدابير احترازية ذات البعد الوقائي، ارتباطا بالوضعية الراهنة ووفق بروتوكول منسجم مع القواعد الوقائية المعمول بها وطنيا، حفاظا على صحة الأطقم والمواطنين المانحين لهذه المادة الحيوية والتي تتوخى الجمعية من خلالها تعزيز مخزون المركز الجهوي والرفع من احتياطي هذه المادة الحيوية. ومرت هذه العملية، التي استحسنها الجميع، في أجواء حميمية وهادفة، وساهم في إنجاحها كل المتدخلين، حيث عبر المتبرعين عن سخائهم وإيمانهم بالفعل الخيري الإنساني النبيل وعن علو حسهم لثقافة التبرع بالدم. وعبرت هذه المبادرة التطوعية، عن مدى انخراط المتبرعين في العمليات التضامنية وترسيخ القيم الإنسانية المواطنة، في هذه الظرفية الاستثنائية التي تمر منها البلاد. وأشاد محمود أبغاش المسؤول عن حملات التبرع بالدم بالمركز الجهوي لتحاقن الدم بمراكش، بتعبئة جمعيات المجتمع المدني التي انخرطت في هذه المبادرة المحمودة، من خلال تعزيز حملات التحسيس إزاء أهمية التبرع بالدم. وأكد أبغاش أن أبواب المركز الجهوي لتحاقن الدم مفتوحة طيلة أيام الأسبوع من الساعة التاسعة صباحا إلى غاية السادسة مساء من أجل استقبال كل من يرغب في التبرع بالدم، معبرا عن أمله في استمرار مثل هذه الحملات لدورها الهام في إنقاذ أرواح العديد من المرضى. وأشار إلى أن هذه المبادرة سيكون لها وقع ايجابي على مخزون الدم المحصل عليه من جهة وتقوية روح المواطنة بكل ما لقطرة الدم من ارتباطها بالحياة من رمزية فضلا عن البعد القيمي للتضامن.