اختارت اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي مشروعي دكتوراه من جامعة القاضي عياض بمراكش، وذلك ضمن مسابقة "أفكار" التي نظمتها اللجنة وندوة رؤساء الجامعات التابعة لقطاع التعليم العالي والبحث العلمي، لتلقي مقترحات حول النموذج التنموي المنشود. واستنادا إلى جامعة القاضي عياض، فإن هذا التتويج جاء خلال حفل نظم، الاثنين بالرباط، خصص لتتويج الطلبة الجامعيين الذين اختيرت أعمالهم في إطار هذه المسابقة، بحضور كل من وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي، والوزير المنتدب المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، إدريس أوعويشة، ورئيس اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي،شكيب بنموسى. وهكذا، اختارت اللجنة ضمن محور "التغيرات المناخية والموارد الطبيعية: أي أجوبة لمغرب الغد؟"، مشروع الدكتوراه للطالبة جيهان اللويتي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة القاضي عياض (تخصص جغرافيا)، وكذا مشروع الطالب المهدي الخلقي الذي يتابع دراسته بسلك الدكتوراه (الهيدرولوجيا ونمذجة الفيضانات) بكلية العلوم والتقنيات بمراكش. ويدور موضوع المشروع الجامعي للطالبة جيهان اللويتي، التي تعد للدكتوراه بمختبر الدراسات حول الموارد والحركية والجاذبية، حول "التكنولوجيات في خدمة التنمية الفلاحية بالمغرب .. أية إجابات للفلاحة الذكية عن التحديات الاجتماعية والبيئية ؟". ويتناول هذا المشروع قضية التنمية الفلاحية على مستوى سهل الحوز الواقع بجهة مراكشآسفي، من خلال وسائل جديدة للاستخدام التكنولوجي، وذلك بهدف ضمان مردودية فلاحية مستدامة مع توفير الشروط الاجتماعية المثلى للفلاحين المتضررين من آثار التغيرات المناخية. من جانبه، يقدم مشروع الطالب المهدي الخالقي، الذي يتابع دراسته بمختبر الموارد الجغرافية وعلوم الأرض والهندسة المدنية، حلا تقنيا يروم الوقاية من الفيضانات التي تمس الساكنة في بعض المناطق بالمغرب، وذلك من خلال تحسين نظام الرصد عبر مديرية الأرصاد الجوية ووكالات الحوض المائي. وفي هذا الصدد، يقترح المشروع الجامعي تحسين النظام التوقعي القائم على مستوى مستجمعات المياه بجهة مراكش (أوريكا، تحناوت وإمليل)، بشكل يمكن معه ترقب وقت حدوث الفيضانات قبل 24 ساعة لتنبيه المواطنين، وتحقيق التديبر الأمثل للفيضانات على غرار دول أخرى متقدمة في هذا المجال كالولايات المتحدة وإيطاليا. وهدفت هذه المسابقة إلى إشراك الطلبة الجامعيين في التفكير الجماعي حول النموذج الجديد للتنمية في المملكة، وبلورة وتجميع الانشغالات المستقبلية للشباب المغربي وإنتاج وبلورة اقتراحات عملية للإجابة عن هذه الانشغالات. وتجدر الإشارة إلى أنه تم انتقاء 14 مشروعا جامعيا من أصل 347 مشروعا من 15 جامعة مغربية، سيتم إرفاقها بتقرير للجنة الخاصة بالنموذج التنموي في شكل ملخص، ليتم نشرها على الموقع الإلكتروني اللجنة وإدراجها كمساهمات. واستهدفت هذه المسابقة طلبة الماستر والدكتوراه بمختلف الكليات وطلبة السنة الخامسة لمدارس المهندسين والتجارة والتسيير، بالجامعات العمومية، والجامعات الشريكة المعترف بها من قبل الدولة وباقي مؤسسات التعليم العالي غير التابعة للجامعات، بالنظر إلى اعتبار الجامعة مشتلا غنيا بالأفكار والآفاق الخلاقة.. وتمحورت المواضيع التي تم اقتراحها من طرف الطلبة المشاركين حول ستة محاور تهم على الخصوص " التربية والتكوين والقابلية للتشغيل: أي جامعة للغد؟"، "الاقتصاد والتنافسية: أي اقتصاد للغد؟"، "الابتكار الرقمي: أي مكانة للابتكار في مغرب الغد؟"، "الجهوية والحكامة: أي جهوية للغد؟"، "التغيرات المناخية والموارد الطبيعية: أي أجوبة لمغرب الغد؟"، "الإنسان والتنمية : أي مجتمع للغد؟". ومنذ تعيينها من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، عقدت اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي المشكلة من فعاليات اقتصادية وأخرى اجتماعية ومالية العديد من الاجتماعات مع فعاليات وطنية تنشط في مجالات السياسة والثقافة والإعلام وكافة مناحي المجتمع في أفق بلورة مشروع متكامل ومندمج لنموذج تنموي يقطع مع ما سبق من نماذج وأشكال قيل أنها تنموية ولكنها لم تتمكن من إخراج البلاد من أنفاق التخلف وعلى رأسها الفقر وتوابعه.