قررت النيابة العامة تمديد الحراسة النظرية للمتهم الرئيسي في قضية قتل الشاب "جاد" بطريقة "مافيوزية" بمراكش لمدة 48 ساعة إضافية، بعد عرضه صباح الأربعاء 16 مارس الجاري على وكيل الملك لدى المحكمة الإبتدائية. وبحسب مصادر موثوقة ل"كش24″، فإنه من المنتظر أن تتم إحالة المتهم الرئيسي، البالغ من العمر 32 سنة والمقيم في الديار الاسبانية، والذي ينحدر من مدينة خريبگة، حيث ستتم إحالته السبت المقبل على الوكيل العام للملك لدى محكمة الإستنئاف بعد ظهور معطيات تفيد بوجود حالة ترصد وإصرار والقتل العمد عكس ما جاء في محضر الأمن الذي تضمن وقائع عن حادثة سير نتج عنها وفاة. وأضاف المصدر ذاته، أن عناصر الأمن نجحت في توقيف متهم آخر في هاته الجريمة المروعة التي راح ضحيتها شاب في مقتبل العمر، فيما لا يزال شخص ثالث في حالة فرار. وكانت ولاية أمن مراكش أصدرت بلاغا أشارت فيه إلى توقيف المتهم، وذلك" للاشتباه في تورطه في قضية تتعلق بالقتل العمدي"، مضيفا بأنه تم الاحتفاظ بالمشتبه فيه تحت الحراسة النظرية، رهن إشارة البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، بينما جرى إيداع جثة الضحية بمستودع الأموات رهن التشريح الطبي، في الوقت الذي تتواصل فيه التحريات لتوقيف مشتبه فيهما آخرين. واهتزت مدينة مركش على وقع قتل شاب في عقده الثاني بطرقة "مافيوزية" على إثر إندلاع شجار بينه وبين مهاجرين مغاربة أمام أحد مقاهي "الشيشا" بشارع عبد الكريم الخطابي بمقاطعة جليز بمراكش. و وفق رواية شهود عيان ل"كش24″، فإن فصول الجريمة البشعة بدأت نحو الساعة الخامسة والنصف من صباح الإثنين 14 مارس الجاري، أمام أحد المقاهي المعروفة بتقديم "الشيشا" بشارع عبد الكريم الخطابي بتراب مقاطعة جليز، بخلاف بسيط حيث كان الضحية "جاد" واقفا بمعية بعض الأشخاص بباب المقهى المذكور، والذي قصده ثلاثة مغاربة مقيمين بديار المهجر فدفعوا باب المقهى بقوة أثارت حفيظة الواقفين ودفعت ب"جاد" إلى مخاطبتهم قائلا "غير بشوية عليكم"، وهو الأمر الذي لم يستسغه الزوار الجدد ليدخلوا في سجال معه تطور إلى تبادل للسب والشتم. وتضيف مصادرنا، أن الجدل تواصل داخل المقهى، وتطور إلى عراك بعدما أمسك أحد المهاجرين بقنينة "نرجيلة" وهوى بها على رأس "جاد"، ما دفع الأخير إلى البحث عن آلة حادة أو أي شيء يدافع عن نفسه في الوقت الذي لاذ فيه الثلاثة بالفرار خارج المقهى. وتابعت المصادر التي عاينت فصول الواقعة المروعة، أن الضحية قام بمطاردة الفارين للثأر لنفسه، حيث تمكن إثنين منهما من الهرب على متن سيارة بيضاء اللون كانت مركونة بالقرب من المقهى، ما جعله يحاول اللحاق بثالثهم الذي كان يركض باتجاه سيارته من نوع "مرسديس" مرقمة بالخارج، والتي كانت مركونة بالجانب الآخر من شارع عبد الكريم الخطابي، وقبل أن يصل إليه صوب السيارة نحو تم دهسه بقوة على الرصيف الذي يقسم الشارع إلى نصفين، وقام بسحقه تحت عجلات سيارته قبل أن يحاصره مواطنون ويرغموه على النزول وتسليمه لعناصر الأمن الذين تم إبلاغهم بالجريمة. وفي تصريح للجريدة أكد عثمان شقيق جاد المزداد في 29/12/1994، أنه تلقى اتصالا في وقت مبكر من صباح الإثنين مفاده أن شقيقه تعرض لحادثة سير بجليز، فانتقل إلى عين المكان على وجه السرعة حيث وجد "جاد" مدرجا في دمائه وسط الشارع، قبل أن تصل سيارة الإسعاف ليتم نقله إلى مستعجلات مستشفى إبن طفيل، ومنه إلى مصحة المطار حيث لفظ أنفاسه الأخيرة متأثر بالإصابة الخطيرة التي تعرض لها على مستوى القفص الصدري والرأس. وأشار عثمان إلى أن شقيقه "جاد" الذي غادر الدراسة من مستوى الثالثة إعدادي، والذي يمارس رياضة الملاكمة حاول اعتزال مهنته كموسيقي بالملاهي الليلية، و واضب على أداء فريضة الصلاة بالمسجد وأسدل لحيته قبل أن يعود مرة أخرى لنشاطه المعهود كعازف على آلة الإيقاع "الدربوكة". ومن جانبه أكد أب الضحية في تصريح مقتضب للجريدة أن "ابنه مات مغصوبا في شبابه، وتوسل إلى الله أن يأخذ له حقه من الجناة، وطلب من السؤولين أن يأخذ الملف مساره القانوني". الجريمة البشعة التي وقعت نحو الساعة الخامسة والنصف صباحا والتي يوثقها شريط تم بثه على "اليوتوب"، خلفت استياء في وسط المواطنين الذين عاينوا تصفية الضحية الذي يقطن بالحي الحسني بدوار العسكر بمقاطعة مراكش المنارة، والذي تم نقل جثته إلى مستودع الأموات بباب دكالة بتعليمات من النيابة العامة. وقد تم تشييع جثمان الشاب "جاد" ضحية جريمة قتل "المافيوزية" إلى مثواه الأخير بمقبرة دوار العسكر بمقاطعة المنارة، بعد ظهر يوم الثلاثاء 15 مارس الجاري بحضور حشود غفيرة من المواطنين تقدر بالمئات. ووصل جثمان الراحل نحو الساعة الثانية عشرة والنصف زوالا إلى بيت أسرته بالحي الحسني بدوار العسكر وسط حشود غفيرة، قبل تشييعه إلى مثواه الأخير بمقبرة دوار العسكر. وكانت أسرة الراحل تسلمت صباح اليوم نفسه جثة فقيدها "جاد" من مصلحة مستودع الأموات بباب دكالة حيث تم غسل جثمانه وتكفينه بمسجد الحارة بباب دكالة قبيل نقله على متن سيارة لنقل الأموات صوب بيت عائلته.