تراجعت حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم العام 2015، وفق ما ذكر تقرير لمنظمة مراسلون بلا حدود التي أفادت في بيان بأن تونس تحتل المرتبة الأولى عربيا في العالم العام 2016. وصدر الأربعاء التصنيف السنوي لحرية الصحافة لمنظمة مراسلون بلا حدود، حيث سجلت حرية الصحافة تراجعا في جميع أنحاء العالم خلال العام 2015 وخصوصا في القارة الأمريكية التي جاءت للمرة الأولى بعد أفريقيا. ويستند هذا التصنيف لحرية الصحافة في 180 دولة الذي تصدره المنظمة منذ العام 2002 إلى مجموعة من المؤشرات هي التعددية واستقلالية وسائل الإعلام والبيئة والرقابة الذاتية، والإطار القانوني والشفافية والبنى التحتية والتجاوزات. وقال الأمين العام للمنظمة كريستوف دولوار إن “جميع مؤشرات التصنيف تشهد على تدهور. ثمة سلطات عامة عديدة تحاول استعادة السيطرة على بلدانها، خشية حصول انفتاح كبير في النقاش العام”. وتابع “تجد جميع السلطات اليوم سهولة متزايدة في التوجه مباشرة إلى الجمهور بفضل التقنيات الجديدة، وثمة بالتالي عنف أكبر حيال كل الذين يمثلون الإعلام المستقل”. وتابع “ندخل في عصر جديد من الدعاية حيث تتيح التكنولوجيا الجديدة المتدنية الكلفة نشر المعلومات الخاصة كما يراد منها. وفي مواجهة ذلك، الصحافيون هم الذين يعرقلونها في ذلك”. وإذا كان وضع الصحافة تدهور في كل المناطق الجغرافية، فإن القارة الأمريكية شهدت أكبر تراجع في مجال حرية الصحافة لا سيما مع عمليات الاغتيال التي استهدفت صحافيين في أمريكا الوسطى. تونس في المرتبة الأولى عربيا في بعض الدول التي تشهد نزاعات مثل العراق (المرتبة 158) وليبيا (164) واليمن (170)، لفتت المنظمة إلى أن “ممارسة الصحافة تعود إلى فعل شجاعة”. وأشادت منظمة مراسلون بلا حدود بتحسن الوضع في تونس (96) التي تقدمت 30 مرتبة ما يدل بحسب كريستوف دولاوار على “ترسيخ للآثار الإيجابية للثورة”. وجاء في بيان للمنظمة أن “تونس تتصدر العالم العربي في التصنيف العالمي لحرية الصحافة 2016”. في هذا الصدد قالت ياسمين كاشا مسؤولة مكتب شمال أفريقيا في منظمة مراسلون بلا حدود إن “تطور تونس يجب أن يشجع السلطات ووسائل الإعلام والمجتمع المدني على مواصلة جهودها التي تبذلها من أجل إصلاح قطاع الإعلام”. وفي أدنى الترتيب كما في السنة الماضية صنفت سوريا في المرتبة 177 من أصل 180 في هذا التصنيف ، مباشرة بعد الصين (176) وقبل تركمانستان (178) وكوريا الشمالية (179) وأريتريا (180).