يعتبر اللاعب أحمد البهجة، أحد نجوم الكرة المراكشية بامتياز، اسمه يدال على المدلول أي الفرح والغبطة، من مواليد شهر دجنبر 1970 بمدينة مراكش، ترعرع في أزقة المدينة القديمة الضيقة، التي وجد في دروبها حب وعشق الكرة وكانت بذلك أول نقطة لقاء مع الكرة التي شكلت بالنسبة له خير مؤنس في طفولة صعبة حيث كان يشتغل بالفرن الشعبي “الفرناشي”. لم يكن البهجة يحلم أبدا أن تحول الكرة حياته رأسا على عقب، إذ جرى اكتشافه من طرف أحد سماسرة الكرة بمراكش، في إحدى بطولات الأحياء، فكانت البداية مع فريق الكوكب المراكشي حيث لمس مسئولو النادي في أحمد ملكة التهديف فتدرج بين فئاته إلى أن وصل لفريق الكبار وتألق معه، وكانت سنة 1993 سنة تألق البهجة بامتياز حيث دون اسمه بأحرف من ذهب كهداف للبطولة وأحرز لقب الدوري رفقة فريق الكوكب المراكشي.
جمع اللاعب أحمد البهجة بين الفرجة والمتعة، إذ لم تعرف الكرة المغربية على مر العقود لاعبا مثله، ارتبط اسمه دائما بكل ما هو متميز على مستوى المستطيل الأخضر، لاعب ذو مزاج وطبع حاد ومتقلب فقلما نجد لاعبا مثله، مراوغته وفنياته أمتعت وأدخلت البهجة على قلوب الجماهير المغربية عموما والمراكشية على وجه الخصوص، أهدافه وحركاته البهلوانية ميزته عن باقي اللاعبين. يقول عبدالرحمان بن مقحص بن صالح القحطاني مشجع سعودي خلال لقاء جمعه مع “المغربية”، متذكرا أمجاد اللاعب احمد البهجة بفريق الاتحاد السعودي، “كان لاعبوا فريق الاتحاد يدخلون أرضية الملعب قبل أية مباراة باستثناء البهجة الذي خلق تقليدا فريدا مع الجمهور الاتحادي، إذ كان ينتظر دخول الفريقين وبداية مناداة الجمهور ليلج الملعب وسط هتاف جماهيري رائع، وكان البهجة يبادل الجمهور التحية ومن اجل اتارة اكتر يقف عليه، بمحاذاة العمود الأيمن للمرمى ويتوجه صوب العمود الايسر بخطوات كبيرة ومع كل خطوة يقطعها كانت الجماهير تهتف باسمه وبعد أن ينهي قطع المرمى عرضا كان يتوجه بالطريقة ذاتها إلى نقطة ضربة الجزاء التي يرفع فيها يديه تحية للجمهور”. ولم يتوان نفس المشجع في تشبيه مسار البهجة مع الاتحاد بالتألق الذي وقع عليه مارادونا مع نابولي الايطالي فكلا الفريقين كانا متواضعين قبل أن يحل بهما اللاعبان رغم اختلاف طريقة لعبهما، مضيفا أن كل المحترفين الدين استقطبهم الاتحاد من البرازيل وكولومبيا ويوغسلافيا ورومانيا لم يفلحوا في طي صفحة البهجة حيث كانت جماهير الفرق المنافسة في الدوري السعودي تحضر إلى المباريات لمتابعة بهلوانياته التي بلغت حد مراوغته للدفاع والحارس ووضع الكرة على خط المرمى والجلوس على الركبتين من اجل دفعها برأسه بل انه أحيانا كان يقف أمام المرمى ويدعو الجمهور لإدخال الكرة إلى الشباك.