اشتهرت مدينة مراكش بعدة أسماء من بينها "سبعة رجال"، وارتبطت برجالاتها، الذين بصموا حياتها الدينية والروحية، وألهموا الكثير من الكتاب والأدباء وشعراء الملحون، من خلال حسهم الإنساني والأخلاقي، ما دفعنا إلى الالتفات لظاهرة هؤلاء الرجالات. ولدوا بها وخرجوا من رحمها وسكنوها وسكنتهم الحلقة 51 يعتبر الدولي المغربي السابق أحمد البهجة من بين أكثر اللاعبين الموهوبين الذين أنجبتهم الكرة المغربية في العشرين سنة الأخيرة، غير أن ما كان يعاب على البهجة هي "مزاجيته" التي شكلت عائقا أمامه لينضم للعديد من الأندية الأوروبية، واقتصر تألقه فقط في الدوري السعودي رفقة كل من النصر والاتحاد المحليين. وعرف البهجة في سنوات التسعينيات بكثرة تصرفاته وتصريحاته "الغريبة" والمثيرة للجدل ما جعله يتعرض للطرد في العديد من المباريات إضافة إلى توقيفه لمباريات أخرى. لم يكن للبهجة، هداف البطولة الوطنية، أن يذهب لمونديال أمريكا سنة 1994 لولا الضغط الذي تعرض له الناخب الوطني آنذاك الراحل عبد الها بليندة لاستدعاء البهجة، الذي لفت إليه الأنظار بعد دخوله في أول مباراة ضد المنتخب البلجيكي، كبديل لمصطفى الحداوي في الدقيقة 68، ليفرض نفسه على المدرب الذي اعتمد عليه رسميا في مبارتي السعودية وهولندا. وكانت المباراة التي جمعت المنتخب الوطني بنظيره السعودي بداية انطلاقة شهرته، لتنهال عليه العروض، قبل أن يقرر خوض تجربة احترافية بالدوري السعودي رفقة فريق الهلال، إلا أن مسؤولي الفريق لم يتفهموا طبع اللاعب البهجة ومزاجه، وسرعان ما كان الطلاق، لتكون الوجهة بعد ذلك فريق الاتحاد السعودي الذي حقق معه كل شيء، 7 بطولات منها 3 في موسم واحد، ولقب هداف الدوري ب25هدفا، وهو رقم قياسي لم يسبق أن سجل في الدوري السعودي. غادر البهجة السعودية وكانت الوجهة نادي الوصل الإماراتي رحلة لم تدم طويلا فعاد به الشوق والحنين إلى السعودية لكن هذه المرة إلى مدينة الرياض، لتعزيز صفوف فريق النصر السعودي، الذي قاده إلى الفوز بدوري أبطال آسيا سنة 2000 ما خول له لعب كأس العالم للأندية في مجموعة ضمت ريال مدريد والرجاء البيضاوي المغربي حيث تمكن من تسجيل هدف في الشباك الرجاوي، بعدها أتم البهجة رحلته الاحترافية في نادي الاتحاد اللليبي وكذلك نادي الكوماندوز النصر الإماراتي. تألق البهجة جعله يكسب قاعدة كبيرة من الجمهور، وكان الجمهور الاتحادي يتفاعل كثيرا مع البهجة حيث كان يدخل لرقعة الميدان بعد دخول الفريقين والحكام فيستقبله الجمهور بالهتافات ويذهب مباشرة إلى المرمى ويقوم بتعداد الأهداف التي سيسجلها في المباراة. لم يكتب لأحمد البهجة المشاركة في مونديال فرنسا 1998، رغم مسيرته الكروية المتوهجة والألقاب التي حصدها، بسبب جرأته الزائدة وانتقاده للوبي داخل المنتخب الذي كان يتحكم في اختيارات الناخب الوطني آنذاك هنري ميشيل، فكانت كأس إفريقيا 2000 آخر تظاهرة يشارك فيها البهجة مع المنتخب والتي عرفت نهاية جيل أعطى للكرة المغربية كثيرا. بعد تجربته الاحترافية بالدوري السعودي والإماراتي والليبي، عاد اللاعب أحمد البهجة إلى المغرب، والتحق بفريق الرجاء البيضاوي الذي وقع له بالمجان، وتمكن من صناعة التألق بقميص الرجاء البيضاوي، من خلال عودته إلى عاداته القديمة في هز الشباك، وبعد محطة الرجاء والمغرب الفاسي دخل البهجة تجربة التدريب حيث درب فريق نجم مراكش ولعب معه في الوقت نفسه، وانتقل للكوكب كمساعد مدرب بعد أن اضطرته الإصابة عدم ملامسة الكرة التي لاعبها طيلة سنين وأمتع بها الملايين. أنتخب أحمد البهجة، لاعب الكوكب المراكشي سابقا، رئيساً جديدا لجمعية قدماء لاعبي الكوكب المراكشي بالإجماع بعد تقديم عبد الغني المنصوري، الرئيس السابق لجمعية قدماء اللاعبين، لاستقالته وسحب مصطفى قيدي لترشيحه خلال الجمع العام العادي للجمعية الذي احتضن أشغاله مركز الاستقبال التابع لوزارة الشباب والرياضة.