فقد كانت أكدت الأبحاث أن فيروس زيكا يشكل خطرا على الأطفال الرضع ، جراء إصابة النساء الحوامل بالفيروس في وقت مبكر من الحمل. ويكمن الخطر الحقيقي في إصابة الأطفال الرضع بتشوهات خلقية عندما يولدون، في حال عدم إدراك أو ظهور أعراض تدل على إصابة الأم الحامل بفيروس زيكا. ويحاول خبراء الصحة منذ ظهور فيروس زيكا في البرازيل وولادة أطفال ذوي عيوب خلقية خطيرة أواخر العام الماضي، البحث من اجل معرفة ما إذا كان الجنين في خطر في حال إصابة الأم بالفيروس مع عدم ظهور أي أعراض تذكر.
وأجرى باحثون من كولومبيا دراسة على 1850 من النساء الحوامل المصابات بفيروس زيكا، فوجدوا أن 600 امرأة أصبن خلال الثلث الثالث من الحمل، وحوالي 90% منهم أنجبن أطفالا لا يعانون من أي تشوهات خلقية تذكر، مثل صغر الرأس أو غيرها من العيوب الواضحة. يذكر أن فيروس زيكا ينتشر عن طريق لدغة بعوضة استوائية، ويمكن أن ينتشر عن طريق الاتصال الجنسي حيث يمكن أن يعيش الفيروس عدة أشهر في السائل المنوي.
وكشفت دراسات حديثة أن الفيروس يمكن أن يبقى على قيد الحياة في اللعاب، الأمر الذي أثار الخوف من إمكانية انتقاله عبر التقبيل أو تشارك أدوات المائدة أو فرشاة الأسنان مع الأشخاص المصابين.
ولم تظهر أية أعراض جراء الإصابة بفيروس زيكا لدى بعض الأشخاص، أما البعض الآخر فظهرت لديهم أعراض الحمى والطفح الجلدي وآلام المفاصل أو احمرار العينين، ولحد الآن لا يوجد أي لقاح للفيروس، لذا يجب على الدوام تجنب لدغات البعوض. ويذكر أن البرازيل كانت من أكثر البلدان تأثرا بفيروس زيكا، مع ولادة 500 طفل بتشوهات وجمجمة صغيرة تؤدي إلى عدم تطور الدماغ بشكل صحيح، لذا عكف الخبراء على محاولة وقف انتشار هذا الفيروس.
وقال الدكتور نيل سيلفرمان، الأستاذ في جامعة كاليفورنيا، إن إصابة النساء الحوامل بالعدوى الفيروسية في وقت لاحق من الحمل، لا تؤدي إلى ولادة الأطفال بعيوب خلقية واضحة، ولكن هذا لا ينفي بشكل قاطع احتمال إصابة الحديثي الولادة ببعض التشوهات في وقت لاحق.