لم يقطع المراكشيون عادة السهر ما بعد وجبات الإفطار إلى حدود ساعات متأخرة من صباح اليوم الموالي، إذ يشهد ليل البهجة حركة "يقظة" يفضل البعض تأجيلها إلى ما بعد صلاة التراويح، في حين يصر البعض الآخر على الانخراط في عالمها الغرائبي مباشرة بعد تناول وجبة الإفطار. وتظل "الطنجية" سيدة الموقف إلى إشعار آخر، لكن قبل تناولها لابد من جلسات المرح والمداعبة على إيقاع "البلية". هناك من يعمل على "حل العين" بتدخين الكيف وهناك من يحتاج الى "جوان" من مخدر الشيرا، قبل الانخراط في الكلام مع الأصدقاء وتبادل أطراف الحديث ومستملحات الظرافة المراكشية، زاد من ألقها تزامن رمضان مع بطولتي أوربا وأمريكا اللتين تجريان في الوقت نفسه. ورغم الحركة الدؤوبة التي تعرفها مساجد المدينة مباشرة بعد الإفطار، إلا أن أغلب المدمنين وعشاق الليل، لا يستهويهم سوى البحث عن النشاط و"التبويقة" ولم لا بين أحضان فتيات يضطررن إلى ارتداء "عبايات"، أو جلابيب لمسايرة إيقاع رمضان، لكن ما أن يصلن إلى أماكن النشاط حتى يتم نزعها لتظهر مفاتن الشابة التي تنخرط مباشرة في تناول مادة المعجون على إيقاع رنين كؤوس الشاي، ليبدأ الرقص و"النشاط" إلى وقت متأخر من الليل. ويذكر أن تجارة المخدرات تعرف إقبالا كبيرا خلال شهر رمضان، خصوصا قبيل أذان المغرب، يستغل خلالها المروجون انشغال الجميع بإعداد وجبة الفطور، ليباشروا توزيع "منتجاتهم" التي تجد إقبالا كبيرا بين الشباب والمراهقين، في حين ينصب اهتمام بعض الكهول والشيوخ على البحث عن مخدر الكيف. ويدفع الإقبال الكبير على استهلاك الحشيش خلال رمضان إلى ارتفاع أسعارها إلى مستويات قياسية، خاصة في ظل الحملات المكثفة التي تشنها المصالح الأمنية على "البزناسة" وأوكار ترويج المخدرات، لكن رغم ذلك يظل الطلب كبيرا من المستهلكين، بحثا عن "التبويقة"، في غياب الخمور. وأفاد مصدر مطلع، أن نهاية الأسبوع الأول من رمضان شهدت مراكش، توافد العديد من الزوار للإقامة بشقق مفروشة، يتم بها إحياء سهرات بجميع أصناف من المخدرات رفقة فتيات. ورغم انخفاض عدد المومسات اللواتي يغادرن المدينة، لقضاء رمضان مع أسرهن، فإن الشهر الفضيل لم يغير من طقوس فتيات المدينة ومومساتها وبرامجهن الليلية، وهن يتنقلن ما بين العلب الليلية، أو المراقص والملاهي، أو المقاهي، في محاولة لجلب الزبناء.