أجبرت موجة الحرارة المفرطة، التي تزامنت مع بداية شهر رمضان، العديد من المراكشيين على البقاء في منازلهم احتماء من الحرارة، التي تجاوزت أول أمس الأربعاء 45 درجة واضطر عدد من المراكشيين إلى استعمال رشاشات مياه بلاستيكية، ما ساهم في انتعاش تجارة الرشاشات البلاستيكية في مختلف الأحياء الشعبية وشوارع المدينة. وعاينت "المغربية" عددا من سائقي سيارات الأجرة الصغيرة والكبيرة يضعون على رؤوسهم وبمحيط أعناقهم "فوطات" ومناديل مبللة بالمياه الباردة في محاولة للتخفيف من قساوة الجو وحرارة الطقس. وتحولت بعض النافورات، خصوصا في حي جيليز، إلى مسابح عمومية للهاربين من حرارة شمس مراكش الحارقة، اضطروا إلى الاستحمام فيها بملابسهم، بينما لجأت بعض الفتيات إلى تلثيم وجوههن خوفا من أن تحترق بشرتهن بأشعة الشمس الحارقة. وظلت شوارع مراكش، في أول أيام شهر رمضان، شبه خالية من المارة ومستعملي الطريق، خصوصا في الفترة الزوالية، التي ترتفع فيها درجة الحرارة بشكل لا يطاق، رغم تكيف المراكشيين والمراكشيات مع أحوال الطقس الحارة. وتشهد الفضاءات الخضراء، التي تشكل المتنفس الحقيقي للمدينة الحمراء وفضاء للاستراحة، إقبالا كثيفا من طرف زائريها مساء كل يوم بعد تناول وجبة الفطور، إلى وقت متأخر من الليل، لأنها أصبحت ملاذا ووجهة مفضلة للمراكشيين الباحثين عن الهواء "البارد" والخضرة المنعشة. كما تتحول بعض الدكاكين والمنازل، بعد صلاتي العشاء والتراويح، إلى مقرات يجتمع فيها الصناع التقليديون والحرفيون، ويستمتعون بأغان من فن الملحون والمستملحات والتنكيت، وقبل الختام يتناولون وجبة العشاء، وهي عبارة عن "الطنجية".