في الوقت الذي يستعد فيه المغرب ومدينة مراكش بالخصوص، لإحتضان مؤتمر عالمي حول التغيرات المناخية في شهر نونبر المقبل، لا زالت مجموعة من النقط السوداء التي وجب على المسؤولين الاقليميين والحكوميين الوقوف عليها ومعالجتها، لما تشكله من إساءة لدولة تريد أن تصير مثالا لإحترام البيئة بين دول المعمور . مؤتمر "الكوب 22" الذي سيعرف مشاركة وفود رفيعة المستوى من جل دول العالم، من المنتظر أن تبرمج لفائدتها زيارات لمختلف المرافق والمناطق التي سيقدمها المغرب كنمودج لانخراطه في المنظومة العالمية لحماية البيئة، كما ستشمل زيارات هذه الوفود بالتأكيد مجموعة من المناطق السياحية الشهيرة بالاقاليم القريبة من مدينة مراكش، وبالخصوص مناطق من قبيل أوريكا وأغمات ومجموعة اخرى من المناطق باقليمالحوز وجهة مراكشآسفي. وحسب ما عاينته "كش24" فإن مجموعة من المشاكل البيئية منها ما صنف من طرف المتضررين بالكوارت البيئية، ستنغص على المسؤولين الحكوميين والمحليين نشوة النجاح الذي قد يعرفه الجانب التنظيمي في مؤتمر الاطراف "كوب22″، خصوصا وان الالاف من المتضررين يعانون بمختلف مناطق اقليمالحوز، الذي يعتبر إمتدادا طبيعيا للمدينة المحتضنة للقمة، وسبب معاناتهم الروائح الكريهة التي تزكم الانوف والاشجار المرمية في جنبات الطريق، وبرك المياه العادمة التي اغرقت بها بعض شركات البناء والتعمير الضيعات و لمساحات الخضراء، بسبب سوء تدبير المخلفات الناتجة عن ربط المنازل والاقامات المشيدة بقنوات الصرف الصحي، كما هو الحال بالمدينةالجديدة الشويطر بمنطقة الويدان، بتراب جماعة سيدي عبد الله غيات نواحي مراكش وحسب ما افاد به نشطاء من مناطق وجماعات مختلفة باقليمالحوز ل"كش24″ فإن الحملات التي تطلق هنا وهناك بدعوى دخولها في اطار الاستعداد ل"الكوب 22″، تبقى مجرد فقاعات إعلامية و نوعا من التكريس لسياسة ترقيع الواجهات في ظل استمرار معاناة مجموعة من المناطق القروية، بسبب مطارح الازبال العشوائية او غيابها بالمرة، وبسبب الربط السيئ للتجمعات السكنية بقنوات الصرف الصحي، وكذا بسبب تراكم الازبال وغيرها من العوامل والكوارث البيئية، التي تهدد هذه المناطق وتضر بالغطاء الغابوي ،و الفرشة المائية وبسمعة المغرب وجهة مراكش خاصة. ووفق ذات المصادر فإن إقليمالحوز وحده، تعاني فيه العديد من المناطق والجماعات من مشاكل بيئية خطيرة كحوض اوريكا، والذي يدمر بيئيا بشكل مستمر بسبب طرح مخلفات العشرات من المنئات السياحية والمقاهي والمطاعم والمنازل لمخلفاتها بواد اوريكا، الذي يعتبر أحد أهم روافد وادي تانسيفت، حيث يطرح أزيد 50 الف زائر أسبوعيا مخلفاتهم في الواد بسبب ربط قنوات الصرف بالواد مباشرة، بالاضافة الى غياب مطرح للازبال ما يجعلها تعرف مصير قنوات الصرف التي تصب في الواد، فيما يعاني ساكنة بلدية ايت اورير ايضا مشكل الازبال والاعتماد على مطرح أزبال عشوائي، يساهم في إنتشار روائح كريهة تزكم الانوف. والى جانب ايت اورير اوريكا والشويطر، تعاني منطقة مولاي ابراهيم من نفس الفوضى البيئية التي تعرفها أوريكا من حيث تلويث الواد بمخلفات الالاف من الزوار، فيما تعاني منطقة أغمات التاريخية التي تعتبر النواة الحقيقية لمدينة مراكش تاريخيا، من مشكل الروائح الكريهة والانحطاط البيئي الذي تساهم فيه عدة عوامل أبرزها غياب مطرح للازبال وكذا العشوائية التي تتسم بها المجزرة المتواجدة بالمنطقة، مع العلم أن منطقة أغمات مرشحة لتصنف ضمن الثراث العالمي اللامادي، وبالتأكيد فإن الامر يعني أنها ستكون هدفا لزيارات قد تكون إستثنائية لبعض الوفود المشاركة في مؤتمر "الكوب 22" على غرار جل المناطق السالفة الذكر، نظرا لاهميتها الطبيعية والبيئية، وكذا لسمعتها عالميا وتواجدها ضمن خارطة السياحة بجهة مراكشآسفي. وتبقى مدينة الشويطر القريبة من مراكش الاكثر تضرار في الاونة الاخيرة من هذا النوع من المشاكل البيئية، حيث تعيش المدينةالجديدة مشاكل بالجملة خلفتها أشغال عشوائية لم تخضع للمراقبة، نتيجة عدم ربط منازل حديثة البناء بقنوات الصرف الصحي، وترك المياه العادمة تغرق جنبات الطريق وتتجمع بالضيعات الفلاحية المجاورة وبين أزقة الدواوير مع ما يشكله الأمر من ضرر للساكنة التي تعاني مع الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف، جراء انتشار البرك الملوثة التي تخلفها المياه العادمة في أراض وضيعات مجاورة لمنازل، شيدتها شركة معروفة للتعمير تكلفت بانجاز إقامات سكنية بمدينة الشويطر وينتظر الساكنة بالمناطق المذكورة والمهتمون بالشأن البيئي، تحركات جدية من المسؤولين لتطويق هذه الأزمات وحلها لتتناسب الظروف البيئية بها مع الشعارات المرفوعة والاهداف المرسومة من طرف الجهات المسؤولة استعداد لقمة المناخ، كما يأمل المهتمون ان يكون المؤتمر العالمي بمراكش دافعا حقيقيا للسلطات لحل هذه المشاكل، قبل ان يصير المغرب اضحوكة بين دول العالم في ظل كل الكوارث البيئية التي تهدد الساكنة، في مناطق غير بعيدة عن الصالونات المكيفة التي ستحضن مشاورات الاطرف والتي ستلفظ بالتأكيد، وفودا سيقفون على هذه الفضاعات في زياراتهم لضواحي المدينة الحمراء، في حالة عدم تجاوب السلطات المسؤولة مع نداءات الساكنة والمهتمين .