أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية، بأن السلطات الإسرائيلية تحاول ترتيب زيارة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى دولة عربية، أو لقائه مع زعيم عربي قبيل انتخابات الكنيست القادمة. وأكدت الوكالة في تقرير نشرته اليوم الأربعاء، أن رئيس جهاز الاستخبارات "الموساد"، يوسي كوهين، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي، مئير بن شبات، ومستشاري نتنياهو يعملون بدأب على ترتيب مثل هذا الاجتماع قبيل انتخابات الكنيست الثالثة على التوالي المقرر تنظيمها في الثاني من مارس القادم، مشيرة إلى أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، يتصدر قائمة أولوياتهم. وأوضحت الصحيفة أنه، إذا نجحت هذه المساعي، وعقد نتنياهو والأمير محمد اجتماعا علنيا في أي مكان بالعالم، فإن ذلك سيعد دون أدنى شك أبرز إنجاز يحرزه نتنياهو في مجال الدبلوماسية والأمن، وإسهاما كبيرا له في تطوير العلاقات الخارجية. وذكرت الصحيفة التي لم تكشف عن مصادرها، أن فريق نتنياهو يحاول الاستفادة في هذه المسألة من العلاقات الجيدة بين إسرائيل والولايات المتحدة، وخاصة وزير الخارجية الأمريكي. وأكد التقرير أن بومبيو لم يبذل فقط جهودا حثيثة بغية ترتيب اللقاء الذي عقد مؤخرا في أوغندا بين نتنياهو ورئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، فحسب، بل ونجح في إقناع البرهان بالإعلان عن هذا الاجتماع الذي عقد سرا أصلا. في الوقت نفسه، أقرت الصحيفة بأن فرص ترتيب القمة بين نتنياهو وولي العهد السعودي تبدو ضعيفة، لاسيما في ظل نشر البيت الأبيض خطته للسلام في الشرق الأوسط المعروفة إعلاميا ب"صفقة القرن"، مؤكدة أن إسرائيل تنظر أيضا في عدة خيارات بديلة، أولها اللقاء مع ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد. وأشارت الصحيفة إلى وجود مؤشرات على تعزيز العلاقات السرية بين إسرائيل من جانب والسعودية والإمارات من جانب آخر في السنوات الأخيرة، بما في ذلك رحلات غامضة تحلق من حين إلى آخر بين تل أبيب والرياض وجدةوأبوظبي. وإذا فشل هذا السيناريو أيضا، فإن فريق نتنياهو سيحاول، حسب التقرير، ترتيب لقاء مع الملك محمد السادس، الذي سبق وأن رفض عقد مثل هذا الاجتماع العام الماضي، حسب تقارير إعلامية. وإذا لم تتوج هذه الجهود أيضا بنجاح فيأمل نتنياهو، حسب "هآرتس"، في لقاء العاهل البحريني، حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، خاصة وأن العلاقات التي تربط تل أبيب بالمنامة تعد الأقوى والأكثر انفتاحا مقارنة مع أي دولة عربية أخرى باستثناء مصر والأردن. وأشارت "هآرتس" إلى أن نتنياهو يحاول استغلال التغيرات الجيواستراتيجية في الشرق الأوسط لصالحه بهدف تعزيز صورته وموقفه كزعيم سياسي، لافتة إلى أن رئيس "الموساد" كوهين أنشأ ضمن جهازه وحدة جديدة خاصة بإدارة العلاقات مع العالم العربي، ما يستدعي خيبة أمل وزارة الخارجية التي تشعر بتدهور مكانتها في إدارة السياسات على الصعيد الدولي. المصدر: "هآرتس"