أكدت مديرة ومحافظة المتحف اليهودي المغربي بالدار البيضاء، زهور رحيحل، اليوم الأربعاء، أن "المغرب هو الدولة العربية الإسلامية الوحيدة التي تهتم بإرثها الثقافي العبري" باعتباره رافد من روافد الهوية الوطنية. وقالت رحيحل، على هامش مشاركتها في ندوة حول موضوع "المكون العربي في الثقافة المغربية ونسيجها اللغوي التاريخي"، في إطار فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدر البيضاء، "إن المراكز الثقافية الكبرى التي تهتم بالتراث اليهودي في العالم هي مراكز أشكنازية تتناول التراث اليهودي الغربي، والمغرب هو الدولة العربية الإسلامية المتشبثة بالتراث العبري، وأطلق مبادرات عديدة لصيانته والبحث فيه". وأبرزت، في هذه الصدد، أن المتحف اليهودي المغربي بالدار البيضاء هو أول متحف على مستوى العالم العربي والإسلامي يعنى بالتراث العبري اليهودي، وتم تأسيسه سنة 1997، وهي السنة نفسها التي تم فيها افتتاح المتحف اليهودي في باريس. وأكدت محافظة المتحف اليهودي المغربي بالدار البيضاء أن الاهتمام بهذا الإرث العبري المغربي، المدعم بالدستور، يتجلى، أساسا، في المبادرات الملكية السامية المتعددة الرامية إلى صيانة الموروث الثقافي والديني للجماعة اليهودية المغربية، وتكريس ثراء وتنوع المكونات الروحية للمملكة. وأشارت رحيحل، في هذا الصدد، إلى الزيارة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس في شهر يناير المنصرم ل"بيت الذاكرة" بالمدينة العتيقة للصويرة، الذي يعد فضاء تاريخيا وثقافيا وروحيا لحفظ الذاكرة اليهودية المغربية وتثمينها، وفريدا من نوعه بجنوب البحر الأبيض المتوسط وفي العالم الإسلامي. وأضافت أن "المركز الدولي للبحث حاييم وسيليا الزعفراني" حول تاريخ العلاقات بين اليهودية والإسلام، الذي يحتضنه "بيت الذاكرة" بالصويرة، سيساهم في تعميق البحث في التراث العبري المغربي، مشيرة إلى أن اسم المركز له دلالة قوية باعتبار البيبليوغرافيا الزاخرة والكتابات القيمة التي خلفها حاييم الزعفراني حول التراث اليهودي المغربي. وقد سعت هذه الندوة إلى إضاءة تمظهرات المكون العبري في النسيج اللغوي والتاريخي للثقافة المغربية، باعتباره مكونا ذا جذور ضاربة في التاريخ وممتدة في النسيج المجتمعي بفضل ما يتميز به المجتمع المغربي من تنوع ديني ولغوي موسوم بالتسامح والتعايش بين مختلف المكونات. يشار إلى أن الدورة ال26 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، التي تنظمها وزارة الثقافة والشباب والرياضة إلى غاية 16 فبراير الجاري، تعرف مشاركة 703 عارضين من المغرب والعالم العربي وإفريقيا وأوروبا وأمريكا وآسيا، سيقدمون عرضا وثائقيا متنوعا يغطي مجمل حقول المعرفة ويتجاوز عدد العناوين المعروضة فيه 100 ألف عنوان.