كشف الإستنطاق الذي خضع المتهم بقتل وتقطيع جثة خليلته الثلاثينة التي عثر على اطرف منها بمحطة القطار بمراكش، عن حقائق صادمة، بعدما إنهار الجاني معترفا باقترافه للجريمة المروعة في حق خليلته المطلقة والأم لطفل واحد، الذي روى كيف دخل في علاقة عاطفية معها لمدة 5 سنوات متواصلة، قبل أن تتطور خلافاته معها خلال لقاءاتهما الأخيرة، بسبب مطالبتها له بإبرام عقد الزواج بينهما، بسبب زعمها بحصول حمل ناتج عن علاقاتهما الجنسية، وهو ما قال بأنه كان يرفضه لأنه غير متاح قانونيا لعدم قدرته على مواجهة زوجته الأولى بالأمر. هذا، فضلا عمّا يتهدد حياته الزوجية من مشاكل، قبل أن يقرر التخلص منها وحسب مصادر متطابقة، فقد روى المتهم البالغ من العمر 37 سنة للمحققين تفاصيل اللحظات الأخيرة، من اقترافه للجريمة، موضحا بأنه التقى بخليلته البالغة من العمر 33 سنة بالمنزل الذي يكتريه، بعيدا عن بيت الزوجية، ليلة الخميس الجمعة، وطلب منها أن تكف عن مطالبته بالزواج منها، وهو ما رفضته، ليدخل معها في مشادات كلامية انتهت بتوجيهه طعنات قاتلة إليها، ليقوم بتقطيع جثتها، ويحتفظ بالرأس والكفين في الثلاجة، بينما لف خمسة أطراف منها في كيس بلاستيكي ووضعها في حقيبة سفر جرها كأي مسافر عادي. وتضيف المصادر، ان المتهم اعترف بتوجهه إلى محطة القريبة من منزله بسلا، في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة، ثم استقل القطار القادم من فاس ووضع الحقيبة في المقطورة، التي ظل بها إلى غاية محطة "الدارالبيضاء المسافرين"، وغادرها، في غمرة اكتظاظ المسافرين الذي تعرفه هذه المحطة، تاركا جسم الجريمة، وراجعا إلى مدينته التي تخلص بإحدى حاويات الأزبال بها من جزء آخر من الجثة (جزء من الفخذ)، عازما على التخلص من باقي الأجزاء في غضون الأيام القليلة القادمة، قبل أن تنتهي مغامرته بفك الأمن للغز جريمة الجثة المقطعة، ويتم اعتقاله وتقديمه أمام النيّابة العامة. وقد ابانت تفاصيل الحادث المرعب عن سيناريو غريب دارت تفاصيله الاولى بمدينة سلا، للتنتقل بعد ذلك أجزاء من أشلاء الضحية إلى مراكش، عبر القطار القادم من سلا إلى مراكش، ويتم إكتشافها في حدود الساعة 11 من صباح أول أمس الجمعة، في محطة القطار في مراكش، فبعد حوالي نصف من ساعة من وصول القطار القادم من فاس، والمنطلق منها في حدود الساعة الثانية صباحا، حيث عترث العاملات المكلفات بالنظافة، على حقيبة سفر تحتوي على خمسة أطراف آدمية، ويتعلق الأمر بالجذع والرجلين واليدين من دون كفين، ليتم إخبار إدارة المحطة، التي ربطت الاتصال بالمصالح الأمنية بمراكش، التي حلت بمحطة القطار في حدود الساعة الثانية عشرة زوالا، ويتم العثور، في اليوم نفسه، على أطراف أخرى تعود للجثة عينها في حاوية للقمامة بالقرب من نزهة حسان.
وقاد البحث الأمني، إلى الكشف عن ملابسات الجريمة في ظرف ساعات قليلة، حيث قادت البصمات التي توصل إليها المحقوون إلى تحديد هوية الفاعل "مول التريبورتور" البالغ من العمر 37 والقاطن بمدينة سلا، والأب لطفلين، لينتقل رجال الأمن بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بمراكش إلى مدينة سلا، حيث استمعوا هناك إلى زوجة المشتبه فيه، التي أكدت لهم بأنه حاصل على دبلوم تقني في الكهرباء، واضطر، تحت ضغط الحاجة والبطالة، إلى اقتناء دراجة نارية ثلاثية العجلات (تريبورتور) ليزاول بواسطتها مهنة نقل البضائع والمسافرين وقد فجرت الزوجة في وجه المحققين مفاجأة من عيار ثقيل، متحدثة عن مشاكلها مع زوجها بسبب علاقة غير شرعية يربطها مع سيدة ثلاثينية، تعمل معيدة إدارية بمدرسة ابتدائية بالمدينة نفسها، كاشفت أن زوجها يكتري منزلا يتخذه مكانا يلتقي فيه مع خليلته، وهي المعطيات التي استثمرها المحققون في تحرياتهم، إذ انتقلوا إلى المنزل الذي دلتهم على عنوانه، وقاموا بتوقيف المتهم وإجراء تفتيش بالمنزل، حيث تم العثور بمجمد الثلاجة على باقي أطراف الجثة المقطوعة الموضوعة بالحقيبة المتخلى عنها بالقطار المتوقف بمحطة مراكش، ويتعلق الأمر بالرأس والكفين.
ومن المرجح أن تتابع النيّابة العامة المتهم بجناية "القتل العمد المقترنة بظرفي تشديد متعلقين بسبق الإصرار والترصد والتمثيل بجثة الضحية".