تكللّت المساعي التي قادتها السلطة المحلية بدائرة الأوداية عمالة مراكش، بإعادة الحياة للمجازر الجماعية بكل من سيد الزوين وأيت ايمور ولوداية وإنهاء معاناة الجزارة الذين عاشوا على صفيح ساخن لنحو أسبوع كامل بعد تعليق المديرية الجهوية للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية لنشاطها بمراقبة الذبائح والتأشير عليها. ويحسب المعطيات التي توصلت بها "كش24″، فإن الإجتماعات التي ترأسها باشا لوداية بالنيابة يومي الأربعاء والخميس 29 و30 يناير، بحضور قائد قيادة سيد الزوين، قائد قيادة أيت إيمور وقائد قيادة لوداية إلى جانب رؤوساء الجماعات الثلاث وممثل المديرية الجهوية للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية والجزّارين، أفضت إلى إقناع مصالح "أونسا" باستئناف عملها بتلك المجازر بشرط انكباب المجالس الجماعية على إعادة تهيئتها وهيكلتها لتتجاوب مع الحد الأدنى من المعايير التي تتطلبها عملية الذبح، مما يعني أن الكرة في معترك المنتخبين الذين من المفروض عليهم التحرك بشكل مستعجل لبلورة مشاريع للنهوض بهاته المرافق الجماعية التي تشكل مورد رزق لفئة كبيرة من المهنيين الذين يؤدون ضرائب للجماعة. نجاح السلطة المحلية ورؤوساء الجماعات في حلحلة هاته الأزمة التي كانت تهدد بتشريد الجزارين وأسرهم، وجد ارتياحا كبيرا في أوساط هاته الفئة التي أبت إلا أن تعبر عن شكرها وامتنانها للباشا ورجال السلطة بالقيادات الثلاث على الجهود التي بذلوها من أجل وضع حد لمعاناتهم وإقناع مصالح "أونسا" للقبول بالعودة لاستئناف نشاطها، كما عبروا عن امتنانهم لمسؤولي المديرية الجهوية للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية على تعاطيهم الإيجابي مع هذا المشكل وإنصاتهم لنبض وهموم الجزارين. وفي سياق متصل، أكد عدد من الجزارين للجريدة على ضرورة إشراكهم في وضع التصورات والمشاريع الهادفة لإعادة تأهيل تلك المجازر، باعتبارهم شريكا أساسيا إلى جانب باقي الفرقاء والمتدخلين في القطاع. ويشار إلى أن الجزارين نظموا وقفات احتجاجية أمام المجازر الجماعية قبل نقل احتجاجهم إلى مقر المديرية الجهوية للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بمراكش، للتنديد بما أسموه القرار المفاجئ الذي اعتمدته الأخيرة دون سابق إشعار، الأمر الذي اعتبره هؤلاء الجزارون إجهازا على مصدر رزق هاته الفئة التي وجدت نفسها مهددة بالتشرد والضياع بعدما أفنت عمرها في هاته المهنة.