في مشهد مؤثر ألقت والدة الشرطي "رشيد الرغيف" وأرملته نظرة الوداع الأخير على جثمانه بعد وصوله زوال أمس الإثنين إلى منزل أسرته بحي المسيرة الثانية بمراكش. وقد تم زوال أمس الإثنين تشييع جثمان الشرطي رشيد الرغيف "شهيد الواجب" إلى مثواه الأخير بمقبرة سعادة، وذلك بعد أداء صلاة العصر عليه بمسجد المسيرة الثالثة بتراب مقاطعة المنارة. وشيع جثمان الراحل في موكب جنائزي مهيب يتقدمه والي جهة مراكشآسفي عبد الفتاح لبجيوي، و والي الأمن سعيد العلوة ونائب عمدة مراكش رئيس مقاطعة المنارة محمد توفلا وعدد من المسؤولين الأمنيين والمنتخبين وأفراد أسرة وأصدقاء المرحوم. وكان الشرطي الشاب قد فارق الحياة، ليلة أمس الأحد ثامن غشت الجاري، قبل وصوله إلى مستعجلات مستشفى ابن طفيل بمراكش، متأثرا بإصابته عقب توقيفه لشخص بساحة جامع لفنا بمراكش. وبحسب مصادر"كش24″، فإن الشرطي المسمى قيد حياته "رشيد الرغيف" والبالغ من العمر 31 عاما والأب لطفلين (ولد وبنت)، كان قد أوقف مشتبها فيه يدعى"محسن، ت" يلقب ب"ولد لغشيم" بساحة جامع الفنا بالمدينة العتيقة في سياق الحملات الأمنية المكثفة التي تشنها مصالح الأمن منذ نحو أسبوعين، وحين هم بتصفيده وإيداعه سيارة الأمن أصابه على مستوى العنق ليخر صريعا حيث تم نقله على متن سيارة اسعاف تابعة للوقاية المدنية الى مستعجلات مستشفى ابن طفيل، غير أنه فارق الحياة في الطريق متأثرا بإصابته. الواقعة تضيف مصادرنا استنفرت عناصر الأمن حيث انتقل والي الأمن سعيد العلوة وعدد من المسؤولين الأمنيين إلى قسم المستعجلات الذي شهد حالة من الطوارئ، قبل أن يصل والي جهة مراكشآسفي عبد الفتاح لبجيوي الذي قدم تعازيه لأسرة الأمن في وفاة الشرطي الذي كان يعمل ضمن الفرقة المتنقلة للمحافظة على النظام العام "جميمو". وأوضح بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، اليوم الاثنين، أنه، وحسب المعطيات الأولية للبحث، فقد تدخلت دورية للشرطة من أجل توقيف المشتبه فيه (من مواليد 1983)، الذي كان في حالة سكر، وذلك بناء على إشعار حول قيامه بالاعتداء على فتاة بساحة جامع الفنا، قبل أن يعمد هذا الأخير إلى تعريض موظف أمن، برتبة مقدم شرطة، للعنف الجسدي، الأمر الذي تسبب في وفاته فور وصوله لقسم المسعجلات.