تواصل جهة مراكشآسفي، ولاسيما المدينة الحمراء، تعزيز تموقعها كأول وجهة سياحية للمملكة وريادتها على الصعيد الإفريقي، بفضل عرض متنوع للمنتوجات وتعبئة دائمة من مختلف الفاعلين والأطراف المعنية بغية توطيد دينامية فضلى مكنت من بلوغ مستويات قياسية خلال السنة المنصرمة. وفي هذا الصدد، قام المجلس الجهوي للسياحة بالجهة بصياغة خطة لتسريع تنافسية الفاعلين (2020-2022) قصد الكشف عن الجوانب التي لا تزال غير معروفة بالجهة، مع اقتراح مسارات جديدة وجيل جديد من المنتوجات ووجهات جديدة للاستكشاف، تعود بالنفع الاقتصادي على القطاع. وتضم هذه الخطة عددا من الأوراش تشمل إحداث مرصد جهوي للتنافسية وإنشاء حاضنة معتمدة للمسارات وقافلة تحسيسية لتطوير السياحة القروية ومنتدى حول الإبداع وجوائز التميز ودراسة استراتيجية من أجل تحديد خارطة طريق للتنمية السياحية في أفق 2030. وتشمل أيضا جيلا جديدا من الحلول والابتكارات الرامية إلى تحسين تنافسية الفاعلين من أجل تحفيز التشغيل والعمل المقاولاتي بشكل يحسن بشكل مستمر، من تجربة الزوار الوطنيين والأجانب. ويتمثل الرهان السياحي بالجهة، باعتبارها وجهة أصيلة وثقافية بامتياز تتوفر على رصيد ثقافي وتراثي غني، في إبراز هذه المؤهلات وتجديد تجربة السياح قصد الاستجابة لانتظارات الجمهور الجديد وتجديد تصوره عن الجهة واستقطاب أسواق واعدة جديدة. ويتعلق الأمر، حسب المجلس الجهوي، بالترويج لمسارات ورحلات جديدة إلى الجبال والصحاري والسواحل، أو أخرى ذات بعد ثقافي إلى المدن العتيقة والحدائق التاريخية والإبداعية والمتاحف وأروقة الفن والمتاجر والمطاعم ودور الضيافة والأحياء الجديدة. وأضحت المدينة الحمراء كذلك، وجهة مميزة لاحتضان الندوات والمبادرات واللقاءات والعروض بمختلف أشكالها، بفضل تواجد ثلاثة قصور للمؤتمرات مجهزة بأحدث التقنيات وملاعب الغولف ومتاجر للتسوق تقليدية كانت أو عصرية وفضاءات ترفيهية لفائدة الأسر. ولا يقف إشعاع مدينة مراكش على الصعيد الوطني، بل يتعداه إلى الصعيد القاري، حيث تعد المدينة الحمراء أكبر وجهة تستقبل الزوار في إفريقيا، وتطمح أن تصير مدينة تستقبل الزائرين من مختلف بقاع العالم بفضل صناعة ذات جودة مستدامة ومصادر للشتغيل والإشعاع العالمي. وفي هذا الإطار، أنجز المجلس الجهوي للسياحة عددا من المبادرات الرامية إلى تحسين الجودة والاستقبال والبيئة السياحية، مع المواكبة والمراقبة المستمرين لمؤسسات الإيواء والمطاعم والمرشدين من أجل مواكبتهم في تحسين الخدمات والسهر على احترامهم للقوانين المعمول بها. كما اتخذت مبادرات أخرى من أجل محاربة القطاع غير المنظم في كافة المهن (تنظيم الأسفار والإرشاد ومؤسسات الإيواء غير المرخصة)، الأمر الذي مكن من تسوية وضعية أزيد من 350 دار ضيافة غير مصنفة. وبخصوص دعم الاستثمار، شدد المجلس الجهوي على مواكبة وتتبع المشاريع السياحية، مما مكن من الزيادة في القدرة الإيوائية في 2019 لتصل إلى 84 ألف سرير، مع برمجة مشاريع مستقبلية والتوجه نحو الاستثمار في المناطق الأقل نضجا والأخذ بعين الاعتبار لمؤهلاتها الطبيعية. وفي نفس المنحى، مكن إنجاز دراسة لتطوير محطة أوكايمدن وتحسين الولوج إليها، من وضع خارطة طريق مع كافة المتدخلين لتحقيق الأهداف المنشودة. وعن مستجدات العرض الثقافي، أشار المجلس الجهوي إلى افتتاح متحف فن الطبخ الذي يضم هندسة معمارية ببصمة مغربية، حيث سيتمكن الزوار من استكشاف أشهى المأكولات المغربية والاطلاع على غنى الطبخ المغربي. يذكر أن مدينة مراكش صنفت سنة 2019، من طرف خبراء في مجال السياحة في شركة "تريب أدفيزور" كأفضل المدن السياحية على الصعيد الوطني والقاري، للسنة العاشرة على التوالي، كما صنفت ضمن أفضل 10 وجهات سياحية بالعالم إلى جانب كل من باريس وروما ولندن وبرشلونة وإسطنبول وغيرها. كما تضمنت قائمة مجلة "فوربس" الأمريكيةالجديدة لأحسن 20 وجهة في العالم لعام 2020، واحدة من الوجهات الشعبية في المغرب وهي مراكش حيث احتلت المركز السادس. من جهة أخرى، أفاد المرصد الجهوي للسياحة بأن عدد السياح الذين زاروا مدينة مراكش خلال سنة 2019 بلغ نحو ثلاثة ملايين سائح من مختلف الجنسيات، أي بزيادة بنحو 8 في المئة مقارنة مع السنة التي سبقتها. وأوضح بلاغ للمرصد أن هذا الأداء يمثل مرتين المعدل المتوسط لنمو السياحة العالمية وفقا لإحصائيات المنظمة العالمية للسياحة. والأكيد أن مدينة مراكش أضحت وجهة سياحية بامتياز، كما يدل على ذلك احتضانها لعدد من التظاهرات العالمية وحصولها على عدد من الشهادات الدولية، بفضل الفضاءات الرفيهية المتواجدة بالمدينة.