انطلقت، اليوم السبت بالعيون، الدورة الخامسة للملتقى الوطني للصحافة، كفعالية تروم مقاربة واقع الممارسة الصحافية على الأصعدة الوطنية والجهوية والمحلية، وإبراز مكامن قوتها، مع التطلع إلى تجاوز الإكراهات التي تعوق تطورها. ويشكل الملتقى، الذي ينظمه نادي الصحراء للإعلام والاتصال، بتعاون مع ولاية جهة العيون – الساقية الحمراء ومجلس الجهة وجماعة العيون، تحت شعار "المقاولة الإعلامية ورهان تفعيل النموذج التنموي الجديد"، مناسبة لإبراز مساهمة الجسم الصحافي، بما ينهض به من مهام تتجلى في بث الخبر والمعلومة، وفي تحري الصدق والتصدي للأخبار الزائفة، في حفز التنمية الاجتماعية والاقتصادية. كما يروم اللقاء، المنظم بشراكة مع المكتب الشريف للفوسفاط ومجموعة البنك الشعبي إلى غاية 12 يناير الجاري، إعمال الفكر بهدف بلورة الصيغ القمينة التي تساهم في تمنيع المقاولة الإعلامية تبعات الطفرة التكنولوجية التي حتمت عليها التأقلم مع عالم متسارع ليس بمستطاعه كبح انسيابية النبأ، مع سلوك السبل الضرورية لتحصين مالية هذه المقاولات الإعلامية وضرورة مواكبتها من التأسيس حتى الإقلاع. وفي كلمة بالمناسبة، قال رئيس نادي الصحراء للإعلام والاتصال، تقي الله أبا حزم، إن الدورة الخامسة للملتقى الوطني للصحافة التي تعالج تيمة "المقاولة الإعلامية ورهان تفعيل النموذج التنموي الجديد" تهدف إلى الاستجابة للتحديات التي تجابهها المنظومة الإعلامية، مؤكدا ضرورة تفكير النسيج الإعلامي في مقاربة شاملة لتنمية المقاولة الإعلامية، كعنصر محوري في تحقيق التنمية المجتمعية. وأكد أن هذه الدورة، على غرار أخرى سابقة، تأتي امتدادا لنجاحات راكمها النادي في توجهه الرامي إلى الإسهام من موقعه، في لم شمل الزملاء بحواضر جنوب المملكة، على شاكلة هذا اللقاء الذي تحتضنه مدينة العيون. من جانبه، نوه والي جهة العيون – الساقية الحمراء عامل إقليمالعيون، عبد السلام بكرات، باختيار شعار الدورة على اعتبار محورية دور الإعلام في إسناد المجهود التنموي في البلاد، مبرزا أن الإطار المؤسساتي من شأنه الإسهام في النهوض بالمقاولة الإعلامية حتى تواجه التحديات الراهنة. وبعدما أكد أن الإعلام قطاع مجتمعي يضمن إشاعة الأنباء المتصلة بميادين من قبيل الصحة والثقافة والتربية، استعرض السيد بكرات أدواره في بناء المجتمع المنشود، لافتا إلى أن النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية، الذي يعد من أهم الأوراش المهيكلة التي أعطى انطلاقتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في سابع نونبر 2015، بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، "ماض في تحقيق غاياته". أما المندوبة الجهوية للاتصال، فاطمة الأمين، فأشارت إلى أن الدورة الخامسة من هذا الملتقى الإعلامي تتزامن مع احتفالات بذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، مؤكدة أهمية الشراكة في مجال الإعلام، التي تساعد في حسن تدبير الإكراهات التي يعرفها القطاع. وأفادت بأن سنة 2019 عرفت ملاءمة 32 موقعا بالجهات الجنوبية الثلاث للمملكة مع مقتضيات مدونة الصحافة والنشر، داعية إلى النهوض بالإعلام وضمان التأطير والتكوين المناسبين للصحفيين قصد تطوير الممارسة الإعلامية. وفي هذا الصدد، شددت الأمين على ضرورة اضطلاع الإعلام بمهامه لغاية مواكبة الأوراش التنموية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية للمملكة، مسجلة الحاجة إلى تعزيز ضمانات الحرية في ممارسة الصحافة وتعزيز استقلالية الصحافي والمقاولة الصحافية، بالإضافة إلى تحسين شروط العمل حتى تستجيب للشروط المهنية ولأخلاقيات المهنة. من جهتها، قالت رئيسة الفدرالية المغربية لناشري الصحف، بهية العمراني، إن النموذج الاقتصادي للمقاولة الإعلامية ومسارها رهين بالتكيف مع الفورة الإلكترونية وما تتيحه تكنولوجيا الوسائط المتعددة، محذرة من الوجه السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي و"المسيء للمهنة من قبيل بث وترويج الأخبار الزائفة". ودعت، في هذا الصدد، إلى كسب رهان التكيف مع هذا الواقع من خلال البحث عن صيغ لضمان استدامة المقاولة الإعلامية وإدارة الأزمة التي تعيشها من خلال إعادة النظر في المنتوج الإعلامي والاستراتيجية التجارية ووسائل عمل المقاولة الإعلامية. أما رئيس لجنة المنشأة الصحفية وتأهيل القطاع بالمجلس الوطني للصحافة، نور الدين مفتاح، فنوه بأهمية تنظيم مثل هذه الملتقيات بالنسبة للقطاع الإعلامي الذي "يعيش أزمة منذ سنوات، فأثرت عليه الظروف التي طالت أرجاء العمور ولم تستثن المغرب"، داعيا إلى التفكير مليا من أجل إيجاد أجوبة عن الأسئلة المتعلقة بإسهام المقاولة الإعلامية في تحقيق التنمية. وفي هذا الصدد، دعا مفتاح إلى تعزيز استقلالية الصحافة الجهوية، مع رفع منسوب الثقة في الإعلام الجهوي، معتبرا أن نجاح هذا الهدف مرتبط بممارسة الحرية بمسؤولية، وبإعمال مقتضيات مدونة الصحافة والعمل بعزم وإرادة لتحقيق التقدم المنشود، لكون تنمية المقاولة الإعلامية يوجب مناخا اقتصاديا مسندا وداعما. ويتناول الملتقى ثلاث جلسات موضوعاتية تتعلق ب "النموذج الاقتصادي للمقاولة الصحفية بالمغرب ورهان مواكبة الأوراش الكبرى"، و"المقاولة الإعلامية – رهانات التدبير وإيجاد حلول التمويل"، و"دراسة الجمهور وآفاق تطوير الخطاب الإعلامي".