أثار وزير مغربي الجدل بعدما توعد بإعادة "تربية" من ينتقدون مؤسسات الدولة، وذلك عقب دعوة أحزاب سياسية للتفاعل الإيجابي مع أشكال احتجاجية جديدة وجريئة بدأت تظهر على وسائل التواصل الاجتماعي والأماكن العامة كمدرجات الملاعب. وقال عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات،" إن من يسبون المؤسسات لا مكان لهم بالمغرب". اخنوش، الذي يرأس "حزب التجمع الوطني للأحرار" كان يتحدث في لقاء مع مغاربة العالم، السبت، في مدينة ميلانو الإيطالية، اعتبر أن محاربة هذه الظواهر ليست مسؤولية محدودة للمحاكم، وإنما هي واجب على كل المغاربة، وقال إن "من تنقصه التربية يجب إعادة تربيته". وتداول ناشطون في المغرب خلال الآونة الأخيرة عبارات جريئة يستهدف بعضها الدولة ورموزها. بدا ذلك واضحا في هتافات جماهير الكرة وأغاني الشباب التي يتم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي. جمهور الرجاء البيضاوي حمل في إحدى مباريات الفريق الأخيرة لافتة (تيفو) وترمز إلى "الغرفة 101"، وهي غرفة التعذيب في الرواية الشهيرة 1984 لجورج أورويل ورغم انزعاج السلطات المغربية، لقي "التيفو" تفاعلا كبيرا. وحققت أغنية أصدرها ثلاثة موسيقيين للراب بعنوان "عاش الشعب" مشاهدات كثيرة على يوتيوب، وهي تنتقد سوء الأوضاع الاجتماعية في البلاد وتحمل المسؤولية للطبقة السياسية. واعتقل سيمو كناوي، أحد الشبان الثلاثة، بعدما اتهمته السلطات بنشر فيديو يسب فيه الشرطة، فيما يقول محاميه أن اعتقاله يرتبط بأغنية "عاش الشعب". وحصدت الأغنية التي تدين بلغة حادة أوضاع "الظلم" و"الفساد" و"الاستئثار بالثروات" في المغرب، أكثر من 15 مليون مشاهدة على يوتيوب. وأثار تصريح الوزير عزيز أخنوش غضب النشطاء المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي. واعتبر بعضهم أن أخنوش يدعو لتبخيس دور القضاء في البلاد، ورأى آخرون أن ما قاله يعيد المغرب إلى سنوات الرصاص، في إشارة إلى حملة قمع ضد المعارضين شهدها المغرب ابتداء من الستينيات وصولا إلى بداية التسعينيات من القرن الماضي. وقبل عامين شهد المغرب احتجاجات في منطقة الريف بسبب تردي الأوضاع المعيشية. وأفاد تقرير للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، وهو مؤسسة رسمية، بأن 25 بالمئة من الشباب بين 15 و24 عاما، خارج الدراسة ولا يمارسون أي عمل أو تدريب.