أوقفت فرقة أمنية متخصصة تابعة لولاية الأمن ببني ملال، الثلاثاء الماضي، متهما باختطاف فتاة قاصر واحتجازها وطلب فدية بعد إجراء أبحاث وتحريات أفضت إلى التعرف على هويته وتحديد مكان اختبائه. وتم وضع المتهم تحت تدابير الحراسة النظرية بتنسيق مع النيابة العامة المختصة، في انتظار استكمال إجراءات التحقيق لإحالته على الوكيل العام للملك لخطورة ما قام به من أفعال إجرامية، استدعت تحركات أمنية مكثفة، أفضت إلى حل لغز قصة الاحتجاز التي حيرت المحققين، لكن دون أن يستسلموا للأخبار الزائفة التي كان يروجها المتهم بمعية الفتاة القاصر، التي ادعت أنها كانت رهينة لديه. وأفادت مصادر مطلعة، أن بداية القصة التي انطلقت أحداثها بعد أن نسج المتهم وخليلته خيوطها بإحكام، عندما توصلت عناصر الشرطة القضائية بولاية أمن بني ملال بشكاية الاثنين الماضي من والد فتاة، أفاد فيها أن ابنته القاصر، غادرت منزل العائلة في ظروف عادية لقضاء مآربها، إلا أنه فوجئ مساء اليوم نفسه، بمكالمة هاتفية من مجهول الهوية، يخبره أنه اختطف ابنته واحتجزها لأهداف مادية، وطلب منه مبلغا ماليا فدية مقابل تحريرها، وتوعده بأوخم العواقب في حال رفضه تلبية مطالبه، بل أكد أنه لن يتردد في حرمانه من رؤيتها إلى الأبد، داعيا إياه إلى التفكير في العواقب المحتملة إن أخطأ التقدير. وحسب يومية "الصباح" فقد أخذت المصالح الأمنية بولاية أمن بني ملال مضامين الشكاية محمل الجد تحسبا لوقوع مفاجآت، وتجندت لإيقاف المختطف الذي لم تتحدد بعد هويته، واستنفرت كل أجهزتها مع تسخير تقنيات بحث متطورة، فضلا عن الاستعانة بمعدات لوجستيكية تعتمد آخر التقنيات الحديثة، وباشرت تحريات ميدانية مكثفة في الأماكن، التي يحتمل أن يلجأ إليها المختطف بعيدا عن أعين مطارديه. وأضافت مصادر متطابقة، أن سرعة التحريات والسرية التامة التي باشرتها فرق أمنية متخصصة، وبفضل التنسيق الذي طبع مختلف مراحل البحث، فاجأت عناصر أمنية بلباس مدني المختطف المزعوم، الذي كان يهم بالسفر على متن حافلة للنقل العمومي، وتم إيقافه بقلعة السراغنة بعد محاصرته من كل الجهات دون أن يعلم بوجود طوق أمني أغلق عليه كل المنافذ، وتمكنت عناصر الأمن ببني ملال، في زمن قياسي لم يتعد 24 ساعة، من وضع حد لسيناريو كان بإمكانه أن يطول، بعد تحديد هوية المختطف ومباغتته ، ليعترف بمكان وجود الفتاة التي نزل عليها خبر اعتقال حبيبها كالصاعقة، وتم ضبطها بالمحطة الطرقية بمراكش لينزاح الستار عن تفاصيل سيناريو تم حبكه بإتقان بين الفتاة وعشيقها بهدف تمويه الأسرة بقصة اختطافها خوفا من محاسبتها ومعاقبتها. وبعد الاستماع إليهما، تبين أن الموقوف يربط علاقة غرامية بالفتاة التي أقنعها بمرافقته إلى مراكش، وحتى لا ينكشف أمرها بين أفراد عائلتها، سيما أن خطيبا تقدم إليها، ولتبرير غيابها ومبيتها خارج حضن العائلة وتفادي محاسبتها، اختلقت بمعية عشيقها قصة اختطافها وشرع "مختطفها" في تنفيذ سيناريو لم يكن يعلم نهايته المأساوية، إذ اتصل بوالدها عبر الهاتف وأوهمه باختطاف ابنته ،مؤكدا أنه جاد في كلامه، وطالبه بفدية على شاكلة أفلام التشويق، محذرا إياه بعدم إخبار عناصر الأمن، لأنه سيجبر على ارتكاب حماقة ضد المحتجزة، لكن مكالمته الهاتفية كانت كافية لكشف أسرار القصة المحبوكة، بعد أن استعانت فرقة أمنية ببني ملال بكل الوسائل والتقنيات الحديثة لإيقاف الفاعل، الذي لم يكن يدري أن عدم التفكير في العواقب وركوب الأهواء ستقودانه إلى فضيحة تداولتها الألسن بالمدينة، فضلا عن الزج به بمعية حبيبته في متاهات نسفت مستقبلهما.