وصلت موجة الحر التي حطمت سجلات درجات الحرارة المرتفعة في 5 دول أوروبية قبل أسبوع إلى غرينلاند، ما أدى إلى تسريع ذوبان الغطاء الجليدي في القطب الشمالي. وتعد غرينلاند (أكبر جزيرة في العالم) إقليم دنماركي بين المحيطين الأطلسي والمتجمد الشمالي يتمتع بحكم شبه ذاتي، ويغطي الجليد 82% من سطحه. وقالت روث موترام، عالمة المناخ بالمعهد الدنماركي للأرصاد الجوية، إن مساحة الصفيحة الجليدية في غرينلاند التي تظهر دلائل على الذوبان، تتزايد يوميا، وبلغت مستوى قياسيا عند 56.5% لهذا العام. وأوضحت أن أكثر من 10 مليارات طن من الجليد فقدت في المحيط، بسبب الذوبان السطحي يوم الأربعاء 31 يوليو وحده، ما تسبب في خسارة جليدية صافية بلغت نحو 197 مليار طن من غرينلاند في يوليو. وفي مقابلة هاتفية أجرتها من كوبنهاغن، أضافت روث: "إن التوقعات طويلة الأجل هي استمرار الطقس الدافئ والمشمس في غرينلاند، وهذا يعني أن مقدار فقدان الجليد سيستمر". ويبدو أن نطاق ذوبان الجليد يوم الأربعاء الفائت، هو رقم يصعب فهمه حاليا. وأظهرت دراسة أجراها علماء في الولاياتالمتحدة والدنمارك في يونيو 2019، أن ذوبان الجليد في غرينلاند وحده سيضيف ما بين 5 إلى 33 سم إلى ارتفاع مستويات سطح البحر في العالم، بحلول عام 2100. وإذا ذاب كل الجليد في غرينلاند، سترتفع مستويات المحيطات في العالم نحو 7.2 متر. وحدث الذوبان الحالي بوصول الهواء الدافئ من شمال إفريقيا وإسبانيا، مسجلا سجلات غير عادية للحرارة في بلجيكا وألمانيا ولوكسمبورغ وهولندا وبريطانيا. وفي الوقت نفسه، اندلعت حرائق الغابات الناجمة عن الطقس الحار والجاف في سيبيريا، مع انتشار الرياح الشديدة على ما يقرب من 30 ألف كم مربع من الأراضي في سيبيريا والشرق الأقصى الروسي، وهي مساحة بحجم بلجيكا. وتحدث موجات الحر دائما، ولكن مايك سبارو، المتحدث باسم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، أشار إلى أنه مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية فإن موجات الحر الشديدة تحدث الآن بمعدل أعلى ب 10 مرات على الأقل، من تلك التي شهدها العالم قبل قرن مضى، ويرجع الأمر إلى الاحتباس الحراري الكارثي. وأشار سبارو إلى أن الجليد البحري المنتشر في القطبين: الشمالي والجنوبي، تمركز عند مستويات منخفضة قياسية.