دعا وزير الشغل والإدماج المهني محمد يتيم، اليوم الجمعة بالرباط، إلى تعبئة كافة الفاعلين من أجل تعزيز قابلية التشغيل ودعم الإدماج المهني للشباب. وشدد السيد يتيم، في كلمة له خلال اجتماع المجلس الإداري للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، أنه "لمعالجة قضية التشغيل، لا بد من تجنيد كافة الفاعلين في تحسين قابلية التشغيل ودعم الإدماج المهني من مؤسسات عمومية وعلى رأسها الوكالة، وقطاع خصوصي". وأبرز الوزير، في السياق ذاته، الدور الذي تلعبه الوكالة في تنشيط سوق الشغل والمساهمة في تنفيذ السياسة الحكومية المسطرة للنهوض بالتشغيل، وتأطير الباحثين عن شغل، خصوصا منهم الفئات التي تحتاج إلى مواكبة خاصة من قبيل، الأشخاص في وضعية إعاقة والنساء في وضعية هشة، والساكنة القروية والمهاجرين. كما شدد يتيم على أهمية الجهوية المتقدمة في وضع سياسات التشغيل في المغرب، لافتا إلى أنه سيتقرر قبل سنة 2021 إحداث مراكز جهوية للتشغيل وتطوير الكفاءات ووضع منظومات جهوية للنهوض بالتشغيل التي ستشرف على تنفيذ البرامج الجهوية لتحسين قابلية التشغيل ودعم التشغيل الذاتي، وتتبع وضعية السوق الجهوي للتشغيل، ودعم هندسة وتقوية كفاءات الفاعلين الجهويين في مجال التشغيل. وبشأن موضوع التشغيل بالخارج والإمكانات والفرص التي يتيحها، أكد المسؤول الحكومي على عزم الوزارة على تعزيز منظومة التشغيل الدولي، حيث أنها بصدد إعداد برنامج عمل لتأهيله وإعطائه قفزة نوعية من خلال تعزيز الشراكة مع أسواق التشغيل المستقبلة للكفاءات المغربية حاليا، ودراسة إمكانية الاستفادة من الفرص التي تتيحها أسواق أخرى، مع تطوير آليات المواكبة اللازمة (التصديق على المكتسبات، تشجيع تعلم وإتقان اللغات..). وفي إطار التعبئة الوطنية لتمكين الشباب من الاندماج في سوق الشغل، ذكر السيد يتيم، بالتوقيع هذه السنة على ميثاق تفعيل البرنامج الوطني للنهوض بالتشغيل في أفق 2021 والذي اطلق عليه اسم "ممكن"، مشيرا إلى أن البرنامج تم إعداده حسب مقاربة تشاركية شاملة ومندمجة، كما أنه يقترح عددا من الإجراءات التي تهدف تسريع وتيرة إحداث فرص العمل على المديين القصير والمتوسط. وأوضح أن أهداف البرنامج، الذي يمتد خلال فترة 2018-2021 تتمثل في السعي لتحقيق أكبر نسبة من الإمكانات المتاحة من خلال الاستراتيجيات والمخططات القطاعية والتي يتوقع أن تفوق مليون منصب وفرصة شغل، وتحسين قدرات الشباب وملائمة كفاءاتهم ومهاراتهم مع حاجيات سوق الشغل، عبر تكوين قصير المدة ومتنوع التخصصات لفائدة مليون من باحثين عن الشغل من خلال التكوينات التأهيلية والتكوين بالتدرج. وأضاف أن برنامج "ممكن" يروم فضلا عن تقديم الدعم من خلال تحفيزات في إطار العمل المؤجر لفائدة أكثر من نصف مليون باحث عن عمل، مواكبة إنشاء 20 ألف مشروع مقاولاتي (شركات ناشئة، مقاولات جد صغيرة ومتوسطة، المقاول الذاتي …)، وكذا الحفاظ على معدل النشاط لأكثر من 46 في المائة. وفي إطار التنزيل التدريجي للبرنامج، ذكر يتيم بمصادقة اللجنة الوزارية للتشغيل خلال هذه السنة على جملة من الإجراءات والمقتضيات ذات الأولوية، من بينها العمل على ربط التحفيزات والإعفاءات الممنوحة للمستثمرين، في إطار ميثاق الاستثمار، بالعدد الفعلي لمناصب الشغل المحدثة، وإلى إعطاء الأولوية للاستثمارات العمومية بناء على مدى تأثيرها الإيجابي في إحداث مناصب شغل جديدة. وعرف اللقاء تقديم عرض حول الأوراش الكبرى للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات لسنة 2019 والرامية لتعزيز تموقعها في السوقين الإسباني والفرنسي، ومواصلة نشاطها المستهدف للسوق الكندية، مع تحسين استشرافها لوجهات أخرى من قبيل قطر. وتعتزم الوكالة إرساء أربع فضاءات جديدة للإخبار وتوجيه مغربية-ألمانية للهجرة والإدماج المهني، وإحداث وكالات جهوية جديدة بكل من درعة-تافيلالت، وبني ملال-خنيفرة، والعيون-الساقية الحمراء، وتهيئة وكالات محلية جديدة وفتح فضاءين على الأقل للشراكة ووكالة جامعية. وتناول جدول أعمال المجلس الإداري للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات المصادقة على محضر اجتماع مجلسها الإداري برسم الدورة الأولى من سنة 2018، وتقديم والمصادقة على برنامج عمل الوكالة برسم سنة 2019.