تم تسليط الضوء على الإنجازات الديمقراطية والطفرة الإقتصادية للمملكة، وذلك خلال محاضرة أكاديمية بجامعة أنفير ببلجيكا. وأبرز سفير المملكة في بلجيكا و الدوقية الكبرى للكسمبورغ محمد عامر ، خلال هذه المحاضرة التي نظمت بمبادرة من كلية الآداب والعلوم الاجتماعية التابعة للجامعة الكاتوليكية لوفان (كومبيس سان أندري)، يوم الجمعة 14 دجنبر الجاري، أن المغرب انخرط منذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس العرش في مسلسل إصلاحات لا رجعة فيه يهدف تعزيز الخيارات الديمقراطية و عصرنة البلاد. وأكد عامر في محاضرة بعنوان " المغرب يتحرك" أنه بفضل الرؤية الملكية للتنمية الشاملة والمندمجة لكافة جهات المملكة، أصبح المغرب ورشا كبير للإنجازات السوسيو اقتصادية التي انعكست على الخصوص من خلال ارتفاع النمو وتحسين ظروف حياة المواطنين و تحديث البلاد. وأبرز السفير أنه على الرغم من هذه الإنجازات المهمة لاتزال هناك تحديات مطروحة على غرار العديد من البلدان حتى الأوروبية منها ، خاصة في مجال تشغيل الشباب وادماجهم وتحقيق العدالة الاجتماعية. وتابع الدبلوماسي المغربي أنه من أجل رفع هذه التحديات ، اختارت المملكة الاستمرار على درب الإصلاحات و التفكير اليوم في نموذجها التنموي من أجل ضمان تماسك اجتماعي أفضل. واستعرض السفير أيضا التدابير المتخذة من قبل السلطات العمومية في مجال التحفيز على الاستثمار ، مذكرا بالبعثة الاقتصادية البلجيكية رفيعة المستوى التي زارت المغرب برئاسة أميرة بلجيكا أستريد (25.30 نونبر) و التي فتحت فصولا جديدة في العلاقات الاقتصادية بين المملكتين . وأشاد في هذا السياق، بدينامية الفاعلين الاقتصاديين المغاربة و البلجيكيين الذين يستثمرون في بلدانهم الأصلية و باهتمام المقاولات الفلامانية بالمغرب ، الذي أصبح بفضل تجذره الإفريقي قطبا للتعاون الثلاثي الأطراف أوروبا-المغرب-إفريقيا. وبعد أن ذكر بتشبث المغرب بثوابته الوطنية ، خاصة ما يتعلق بالممارسة الدينية والأمن الروحي تحت رعاية مؤسسة أمير المؤمنين التي تشكل حصنا منيعا ضد الانحراف عن الإسلام والأفكار الظلامية، أبرز السيد عامر أن المغرب يعتبر نموذجا في مجال التدين استلهمته العديد من البلدان ، خاصة الأوروبية من أجل تدبير أمور العبادة ومكافحة التطرف. وقال تن المغرب يعد ايضا بفضل مقاربته الشمولية، نموذجا في مجال مكافحة الإرهاب. وبخصوص قضية الصحراء المغربية، اكد السيد عامر أن المملكة متشبثة بثقة و مسؤولية بالمسلسل الأممي من أجل التوصل لحل عادل ودائم ومتوافق بشأنه لهذا النزاع الإقليمي الذي يعيق الاندماج المغاربي. وفي معرض حديثه عن السياسة الوطنية في مجال الهجرة واللجوء، أكد السفير أن المغرب أصبح بلد استقبال للمهاجرين ، و يعمل بالوسائل المحدود التي يتوفر عليها على تمكين المهاجرين من تسوية وضعيتهم والعيش الكريم . وفي نهاية المحاضرة التي حضرها عميد الجامعة هنري بلومان وهيئة التدريس والقنصل العام للمملكة في أنفير سليم لحجمري وافراد الجالية المغربية ، تم فتح نقاش مع الطلبة. و أبدى الحاضرون كذلك اهتمامهم بالتدابير المتخذة من قبل السلطات العمومية من أجل تقوية ارتباط الجالية المغربية ، لاسيما الشباب بالثقافة و الهوية.