احتضن رواق "لوشوفالي" الذي يستمر إلى غاية 15 دجنبر الحالي معرضا جماعيا تحت عنوان "إضاءات" يجمع بين أعمال عشرة فنانين بارزين: رشيد أفيلال، عبد الفتاح قرمان، منير دحان، مصطفى العلمي، محمد حجي، سناء العلمي المجاطي، الوراق الفكاك، بوريم صادق، وهدى موضح. ثلاثون عملا فنيا من مناهج فنية تشكيلية مختلفة، تشخيصية، واقعية، تجريدية، وشبه تجريديه، يكتشف الزائر من خلالها اهتمامات موضوعاتية وجمالية متقاربة، فعلى الرغم من أن الأشكال، والألوان، تعكسان شخصية وإحساس الفنانين فهما تدعوان في مجملها إلى التأمل والتفكير. وقال الفنان التشكيلي العصامي عبد الحق سليم، إن الأعمال المعروضة تأخذ قوتها من أسماء الشخصيات المرموقة التي أبت إلا ان تقدم جديدها في هذا المعرض الجمالي، الذي حمل تيمة "إضاءات" برواق شوفالي. وأضاف سليم في تصريح ل"كش 24″ أن أزيد من ثلاثين لوحة أثث فضاء الرواق، واختلفت من حيث الأسلوب لكنها توحدت في التيمة، مبرزا أن الفنانات والفنانين التشكيليين وقعوا بالريشة والألوان على أفضل الأعمال التي تؤكد بالملموس أنهم دخلوا عالم الاحترافية من جهة ومن جهة أخرى رسخوا وجودهم الفعلي على مستوى الساحة الفنية المغربية والعالمية. وبخصوص تجربته الصباغية أفاد سليم أنه يستوحى فنه وإبداعه من الفرنسي ايتيان ديني، الذي هاجر إلى الجنوب الجزائري، حيث عاش واستوطن به ليدفن به كما أوصى، والاسباني ماريانو برتوشي، وهو أحد الرواد الذين ساهموا في التأسيس للحركة الفنية التشكيلية في المغرب، خصوصا في شمال المملكة ومؤسس أول مدرسة بمدينة تطوان، باعتبارهما فنانين يعتمدان في رسمهما على تراث وتاريخ وطنهما. وتعد أعمال سليم حسب مجموعة من النقاد معادلا موضوعيا للتراث المغربي ومشاهد المغرب الخلابة. وعن بداياته الأولى في عالم الصباغة، قال سليم إنه كان يحاكي المشاهد التي يراها ويتفنن في رسمها، إلى ان اكتسب خبرة وتجربة، وبعدها أصبح يعتمد على المزج بين الخيال والواقع، مشيرا إلى أنه يمكن أن يضع أي شخص في أي مكان يريد، مما يعطي موضوعا فنيا متميزا. وبخصوص المدة الزمنية التي تستغرقها اللوحة، قال إن ذلك راجع لحجمها وموضوعها، وقد يتطلب الأمر يوما أو شهرا أو شهرين. في معرض "إضاءات" بلوشوفالي تنتصب إبداعات فنية متباينة من حيث أسلوب التعبير تستعمل وسائل تصويرية متنوعة، يجمع بينا قاسم مشترك، وهو الدفاع عن العمل الفني الهادف الذي يعكس شخصية الفنان وكذا ترجمة مفهوم "الجمالية"، من خلال الإيماءة المتفردة، مرتبطة بالتركيبة والإدراك. فكل فنان يقدم بإخلاص رؤيته للعالم ونظرته الخاصة للفضاء المحيط به لاقتراح تعابير أصلية وموحية. تمثيلات حيه وتركيبات متفردة تتوالى لخلق أحاسيس وانطباعات في العديد من السجلات العاطفية، تتصف بإرادة بارزة في إنجاز أعمال تتسم بالأصالة والتمايز. نمط تشكيلي منفرد يشع روحانية ويساند الفكر. ليصبح الفضاء غير عادي بل "لا-مكان" كوني تتطور فيه التركيبات نحو اللامرئي. الإطار الجماعي لهذا المعرض هو أيضا فرصه للبحث عن العلاقات التي تربط بين الأسلوبين التشكيليين المختلفين وهما التجريدي والتشخيصي ومقارنة التجارب التشكيلية وكذا إبراز وجهات النظر الجمالية.