غلقت عدة مناطق مجاورة لسوق الأعياد في ستراسبورغ، ليلة الثلاثاء، وطُلب من السكان البقاء في منازلهم. فيما لجأ كثير من الناس إلى المطاعم والحانات المحلية التي أغلقت أبوابها وهم في الداخل، إثر ليلة دامية شهدتها المدينة الفرنسية. ففيما كانت ستراسبورغ تستعد لاستقبال موسم الأعياد، لا سيما وأن مركزها يحتضن سوقا للأعياد هو الأشهر في أوروبا، فتح مسلح النار باتجاه المدنيين، فقتل أربعة أشخاص على الأقل، وجرح حوالى 12 آخرين. الهجوم بدأ في نحو الثامنة مساء (1900 بتوقيت غرينتش)، مع استعداد أصحاب المحال للإغلاق، واكتظاظ المطاعم في المدينة التي تقع على الجهة المقابلة من نهر الراين بألمانيا. خيّم الحزن على المدينة وأهلها، وأُجبر سكانها على التزام منازلهم، وأغلقت الشرطة عدة مناطق مختلفة، فيما علق بعض رودا الحانات والمطاعم داخلها لتعذر خروجهم منها. الشرطة حددت أن المشتبه به هو شريف شيخات (29 عاما)، المولود في ستراسبورغ، والمعروف لدى أجهزة المخابرات بأنه خطر أمني محتمل. وذكر وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير أن شيخات تمكن من الإفلات من الشرطة ولا يزال طليقا، مما يثير مخاوف من احتمال تنفيذه هجوما آخر. وأضاف أن "الحكومة رفعت التهديد الأمني الذي تواجهه لأعلى مستوى وتعزز مراقبة الحدود… سنعزز أيضا الأمن في جميع أسواق عيد الميلاد لمنع هجمات مماثلة". ومع استمرار حالة التأهب الأمني القصوى التي تشهدها فرنسا منذ مطلع 2015 بعد موجة هجمات وجه تنظيم "الدولة الإسلامية" بتنفيذها أو أوعز بها، فتح المدعي الخاص بجرائم مكافحة الإرهاب تحقيقا في الحادث. فيما أفاد مدعي باريس بأنه لم يتضح بعد الدافع وراء الهجوم. ولم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها، لكن موقع "سايت" الذي يراقب مواقع الجماعات المتشددة على الإنترنت من مقره بالولايات المتحدة، قال إن أنصار الدولة الإسلامية احتفلوا بعد الهجوم. وعلى الضفة الأخرى لنهر الراين، قال مسؤولون إن الشرطة الألمانية شددت المراقبة على الحدود. وتعزز التأمين حول البرلمان الأوروبي المنعقد في ستراسبورغ هذا الأسبوع بعد الهجوم.