بدأت اليوم الثلاثاء بمنتجع شرم الشيخ ، أشغال اجتماع مشترك لمجلسي وزراء الشؤون الاجتماعية والصحة العرب ، لبحث إطلاق استراتيجية عربية للنهوض بفئة كبار السن، بمشاركة مغربية. ويمثل المملكة في هذا الاجتماع، وفد يرأسه الكاتب العام لوزارة الصحة، هشام نجمي ، ويضم كلا من محمد فجري، رئيس قسم التضامن والتماسك الاجتماعي بوزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، و سكينة يبوري، رئيسة قسم الأسرة والأشخاص المسنين بالوزارة ذاتها. ويبحث هذا الاجتماع، عدة مشاريع قرارات منها بالخصوص، إطلاق مشروع الاستراتيجية العربية لكبار السن، بجوانبها الاجتماعية والصحية. وتسعى هذه الاستراتيجية التي تم عرضها أمس الاثنين في اجتماع مشترك لمجلسي وزراء الشؤون الاجتماعية والصحة العرب على مستوى كبار المسؤولين، إلى بلورة استراتيجية عربية موحدة متجاوبة مع المقررات الدولية، تضمن حقوق كبار السن وتترجم وعي الحكومات العربية ووحدة موقفها من قضية حقوقهم في مجتمعاتها. كما تهدف إلى تطوير أنظمة الرعاية الاجتماعية وملاءمتها مع المتطلبات الجديدة لكبار السن، وكذا تطوير المنظومة الصحية المعتمدة في الدول العربية لفائدة هذه الفئة، وتحسين نوعية البرامج الصحية والوقائية ، ودعم المجتمع المدني في النهوض بفئة كبار السن. وتروم الاستراتيجية أيضا ، تطوير الإطار التشريعي والقوانين المعتمدة لرعاية كبار السن في الدول العربية استجابة للتغيرات التي تشهدها المجتمعات العربية، وكذا تعزيز فاعلية شبكات الأمان الأجتماعي المعتمدة في الدول العربية، ودعم قدرتها على استهداف الفقراء من كبار السن في الوسط الحضري والقروي . وبالاضافة الى ذلك ، يناقش هذا الاجتماع ، رفع هذه الاستراتيجية، التي جاءت باقتراح من تونس وبتعاون مع صندوق الاممالمتحدة للسكان وبتنسيق مع القطاع الاجتماعي بالجامعة العربية، الى القمة العربية في دورتها العادية ال 30 المزمع عقدها في مارس المقبل بتونس . كما سيتم التداول بشأن مشروعي قرارين يتعلقان بدعم الصومال، ودعم النازحين داخليا في الدول العربية والنازحين العراقيين بشكل خاص. وأكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل الكويتية هند الصبيح ، بصفتها رئيسة الدورة ال 37 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، في الجلسة الافتتاحية، أن هذا الاجتماع العربي المشترك الأول، يأتي لمناقشة موضوعات تمثل أهمية بالغة بالنسبة لجميع الدول العربية وخاصة فئة كبار السن ، من خلال مشروع الاستراتيجية العربية لكبار السن . وأشارت إلى أن هناك زيادة ملحوظة لكبار السن بفضل تحسين الخدمات الصحية ، مضيفة أن توقيت إعداد هذه الاستراتيجية هو هام جدا بالنظر لما تمثله من فرصة لتبادل الخبرات والتجارب من أجل تعزيز السياسات الوطنية في هذا المجال. وأبرزت الوزيرة، أن هذا الاجتماع المشترك الاول لمجلسي وزراء الشؤون االاجتماعية والصحة ، هو تتويج للجهود المشتركة للمجلسين، مؤكدة على أهمية الاستمرار في التعاون بين المجلسين في هذا المجال . من جهتها، قالت وزيرة الصحة المصرية، هالة زايد، رئيسة المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب، أن هذا الاجتماع يأتي في مرحلة "دقيقة وحرجة" تمر بها الدول العربية، مشيرة الى ان هذا الاجتماع يمثل أيضا "بارقة أمل" في ظل أوقات معيشية واجتماعية "صعبة" تعيشها بعض البلدان العربية مما يتطلب تكاثف الجهود والعمل جنبا الى جنب من أجل تحسين الوضعية الاجتماعية والصحية. وأشارت إلى أن التنمية الاجتماعية والاقتصادية لا يمكن أن تتم بمعزل عن النهوض بالتنمية الصحية ، مشيرة الى أن هذا الاجتماع هو فرصة أيضا للنهوض بمستوى المنظومة لصحية بالدول العربية. من جانبها، أكدت غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي ورئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، أن هذا الاجتماع المشترك يعد فرصه كبيرة للعمل على مقاربات متنوعة للقضايا الاجتماعية التي تواجه المواطن العربي، وفرصه لتعميق التعاون عربيا بين وزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية بما يخدم تحسين أوضاع المواطن العربي. وشددت على أهمية مناقشة سياسات الحماية الاجتماعية في الدول العربية التي تمر بحالات النزاع والمتأثرة بالنزاعات والاحتلال الاسرائيلي كأحد المواضيع التي تهم المواطن العربي في الدول العربيه التي تعاني من النزاعات ، معتبرة أن هذا الاجتماع المشترك هو انطلاقة جديدة للتعاون بين المجلسين حيث ان هناك ترابط وثيق وتعامل مستمر بين وزارتي الشؤون الاجتماعية والصحة على المستوى الوطني وتعملان على تعزيزه في مختلف المجالات على المستوى العربي من خلال وضع خطط فاعلة تروم النهوض بمختلف الفئات الاجتماعية. أما هيفاء أبو غزالة، الأمينة العامة المساعدة، رئيسة قطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة العربية، فأكدت من جهتها ، أن هذا الاجتماع المشترك هو نقلة نوعية في العمل الاجتماعي التنموي المشترك في ضوء القواسم المشتركة الكثيرة بين المجلسين والترابط الهام بين الابعاد الاجتماعية والصحية والتدخلات الهامة للمجلسين في مجال المساعدات الانسانية. وأشارت إلى أن الاوضاع الصعبة التي تمر بها الدول العربية وخاصة النزاعات المسلحة واستمرار الممارسات اللاإنسانية على الشعب الفلسطيني التي تقوم بها اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال ، شكلت تأثيرا سلبيا على المكتسبات التنموية بشكل عام وعلى جهود الحماية الاجتماعية بشكل خاص. وأضافت أن هذا الاجتماع هو فرصة لمناقشة مواضيع غاية في الاهمية في مقدمتها النظر في إطلاق استراتيجية مشتركة متعددة الابعاد للمجلسين حول كبار السن ، تمهيدا لرفعها الى القادة العرب للنظر في اعتمادها وإطلاقها كمبادرة عربية تعزز حقوقهم الاجتماعية والصحية . كما أشارت الى أن موضوعي دعم الاوضاع الاجتماعية في الصومال ودعم النازحين داخليا في الدول العربية والنازحين في العراق بشكل خاص ، يكتسيان أهمية بالغة في ضوء التطورات المتلاحقة التي نشهدها على الصعيدين الاجتماعي والصحي، فضلا عن ما تشهده العديد من الدول العربية من حالات نزوح ولجوء تتطلب مواصلة التدخلات الهامة للمجلسين . وتلا الجلسة الافتتاحية لهذا الاجتماع، عقد دورة موضوعية للمجلسين خصصت لبحث سبل توفير حماية اجتماعية "فعالة ومستدامة" للأشخاص المتأثرين بالنزاعات في المنطقة العربية، وذلك حول موضوع " سياسات الحماية الاجتماعية متعددة الأبعاد في الدول العربية التي تمر بحالات النزاع والمتأثرة بالنزاعات". وتأتي هذه الدورة الموضوعية التي تنظم بشكل مشترك بين مكتب "اليونيسكو" الاقليمي للعلوم بالدول العربية ، وقطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة العربية ، في سياق التعاون القائم بين الجامعة العربية ومنظومة الاممالمتحدة وذلك في إطار برنامج "اليونيسكو" لإدارة التحولات الاجتماعية "موست".