أفضل دليل لوجود الحياة على المريخ قد يكون تم تدميره بالكامل من قِبل وكالة ناسا منذ 40 سنة. فمن المحتمل أن تكون مركبة الفايكنغ التابعة لوكالة ناسا، وهي أول مركبة تهبط على المريخ المسمى الكوكب الأحمر، قد قامت عن طريق الخطأ بطمس المواد العضوية في عينات التربة التي قاموا بتحليلها، حسبما يدَّعي بعض العلماء. وقد تم إرسال بعثة الفايكنغ للبحث عن جزيئات عضوية على الكوكب الأحمر، وهي مكونات أساسية للحياة البيولوجية، ولكنهم في نهاية المطاف عادوا خالي الوفاض. اليوم، يزعم باحثون أن المسابير قد وجدت في هذه الرحلة أدلة تؤكد وجود الحياة على كوكب المريخ، كما قالوا إن الكوكب يمكن أن يكون مغطى بالمواد العضوية، حسبما ورد في تقرير لصحيفة Daily Mail البريطانية. ويدعم هذا الادعاءَ إعلانُ وكالة ناسا الأخير في عام 2018، الذي أفادت فيه بأن المسبار «كيوريوسيتي روفر»، قد عثرت على جزيئات عضوية معقدة على المريخ. الفشل في العثور على آثار للحياة أوقع العلماء في حيرة وأدى فشل مركبتا «فايكينغ 1′′ و»فايكنغ 2» في العثور على مواد عضوية على هذا الكوكب، إلى ترك العلماء في حيرة منذ هبوط المركبتين على هذا الكوكب في يوليوز وسبتمبر سنة 1972. كانت وكالة ناسا تعلم أن المريخ كان يغطى باستمرار بالنيازك الكربونية والغبار الفضائي، مما يعني أن سطحه مغطى بالجزيئات العضوية. وصرح الدكتور كريس ماكاي، وهو عالم بمركز أبحاث أميس للأبحاث التابع لوكالة ناسا في كاليفورنيا، والذي أجرى هذه الأبحاث الجديدة، لمجلة New Scientist، بأن «الأمر كان غير متوقَّع تماماً، كما أنه كان يتعارض مع ما كنا نعرفه». وأخيراً ظهر تفسير لغياب هذه الأدلة في عينات تربة المريخ ولاختبار تربة المريخ، قامت كلتا المركبتين بتسخين العينات التي جمعتاها؛ لتحرير البخار منها ولتتمكنا من تحليل التربة وإثبات وجود مادة عضوية فيها. إلا أن دراسة جديدة كشفت أنه عند القيام بذلك، ستضرم المركبة، وعن غير قصد، النار في ملح قابل للاشتعال يُعرف بحمض البيركلورات موجود في تربة المريخ. وتجدر الإشارة إلى أن هذه التركيبة تُستخدم في وقود الصواريخ والألعاب النارية، التي يمكن أن تصبح قابلة للانفجار عند تعرضها لحرارة عالية، والتي قد تحرق أي جزيئات عضوية موجودة في التربة. وقال العلماء إن هذه النتائج تقوم على بيانات مرت عليها عقود منذ أن تم جمعها خلال بعثة الفايكنغ. كما وجد الدكتور ماكاي أدلة على وجود مادة الكلوروبنزين في بيانات عينات التربة، وهي تركيبة تنتج فقط عند احتراق جزيئات الكربون مع البيركلورات. لقد دمروا العينة بأنفسهم نتيجة استخدامهم هذا الأسلوب وقد استنتج ماكاي وزملاؤه أن مركبات الفايكنغ قد عثرت بالفعل على مواد عضوية على المريخ، لكنهم دمروا جون قصد أي دليل يثبت وجودها بعد أن قاموا بتسخين البيركلورات في العينات. وقالت ميليسا غوزمان، وهي عالمة في مركز لاتموس لأبحاث الغلاف الجوي بفرنسا، والتي شاركت كذلك في هذه الأبحاث، إن هذه النتائج مثيرة للاهتمام، لكن مادة الكلوروبنزين التي تم العثور عليها يمكن أن يكون قد حملها المسبار من كوكب الأرض. وقد أمضى العلماء عقوداً وهم يتناقشون فيما إذا كانت الاستنتاجات الخاطئة التي توصلت إليها «الفايكنغ» تعني عدم وجود مادة عضوية على المريخ. يظن الكثير من الباحثين أن المركبات التابعة للبعثة جمعت الجزيئات التي كانت تبحث عنها، ولكنها فشلت بطريقة ما في تسليط الضوء عليها. والآن هناك من يرى أنه أخطأ.. هناك أدلة على وجود حياة في المريخ الأبحاث الجديدة أثبتت أخيراً أن مركبة الفايكنغ قد وجدت دليلاً للحياة على سطح المريخ، حسب الدكتور دانييل جلافن، من مركز غودارد لرحلات الفضاء التابع ل»ناسا» في ولاية ماريلاند الأميركية. وأضاف الباحث، الذي لم يشارك في هذه الأبحاث، مصرحاً لمجلة New Scientist بأن «هذه الأبحاث تثبت حقاً وجود جزيئات عضوية على كوكب المريخ». وإلى جانب النتائج الأخيرة التي توصل إليها المسبار كيوريوسيتي روفر، يشير البحث إلى وجود مواد عضوية في عدد من المواقع على سطح المريخ، مما يعني أن الكوكب يحتوي على هذه الجزيئات في نهاية الأمر.