بعد مخاض عسير وشد وجدب وانتظار امتد لسنوات عديدة استجابت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني اخيرا لنداءات الفاعلين والمهتمين بالشأن التربوي بمراكش، وقامت بالإفراج عن قرار تعيين مدير إقليمي جديد على مديرية التعليم بمراكش ليسدل الستار بهذا التعيين عن مرحلة سوقت ظروف تغني عن الكثير من الكلام والتحليل والاستنتاج. فقد تأكد رسميا تعيين سالم المسعودي مديرا إقليميا على مراكش قادما إليها من المديرية الإقليمية لاكا دير إد وتنان التي كان يشغل بها رئيسا لمصلحة الموارد البشرية . ومن المنتظر أن يتم صباح يومه الجمعة 10 مارس ابتداء من الساعة الحادية عشرة حفل تسليم السلط بين المدير المعين والمدير المكلف السابق أحمد أوشيشة وذلك بحضور مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مولاي أحمد كريمي ورئيس قسم الموارد البشرية بالأكاديمية ورؤساء المصالح بمديرية التعليم بمراكش.
وقد أثار تعيين سالم المسعودي ردود أفعال متفاوتة وإن طغى على بعضها التوجس والارتباك نظرا للظرفية التي اكتنفته، وللإشارة فمديرية التعليم بمراكش شهدت خلال هذه السنة احتقانا غير مسبوق تمثل في مجموعة من الاحتجاجات والاعتصامات والإضرابات بل أن العديد من المتتبعين للشأن التعليمي اعتبروا الدخول المدرسي لهذه السنة أسوء دخول مدرسي تشهده المديرية عبر تمفصلات تاريخها. والأكيد أن المسؤول الجديد للتعليم بمراكش تنتظره مهام كثيرة وأمامه طريق غير معبدة بفعل تراكم المثبطات الناجمة عن سنوات من التكليف، فالإرث ثقيل ومؤشرات الانجاز جد ضعيفة ولعل أول تحد يواجه المسعودي هو نزع فتيل التو ثر مع النقابات التعليمية الأكثر تمثيلية بعد فشل جولات الحوار مع المدير المكلف السابق حول الضبابية التي اكتنفت طريقة تدبير حركية الموارد البشرية وخاصة عدم البث في الطعون والتعيينات من أجل المصلحة ولوائح التكليفات المفتوحة وغيرها من الملفات الحارقة.
وعلى العموم توجد على طاولة المدير الإقليمي الجديد ملفات ثقيلة الرهان صعب والاكراهات متنوعة والانتظارات كبيرة فهل ستسعف تجربة وخبرة سالم المسعودي التي راكمها من خلال مسؤوليته عن تدبير مصلحة الموارد البشرية بأكادير من كسبها. وإن غدا لناظره قريب.