تاريخيا، تعتبر كوبا البلد الثاني الأكثر أهمية بالنسبة للبوليساريو، إذ بجانب الجزائر تساهم كوبا بالدعم المالي والسياسي، فقد وفرت كوبا للبوليساريو تكوين آلاف من الشباب في مختلف القطاعات الإدارية والطبية والحربية. و كان الديوان الملكي قد اعلن في وقت سابق عزم جلالة الملك محمد السادس قضاء عطلة في جزرها التي قصدها اليوم الجمعة بعدما انتهى من تشكيل الحكومة برئاسة سعد الدين العثماني. وتعد عطلة الملك في كوبا ذات خاصية لأن هافانا تعتبر من أكبر مؤيدي البوليزاريو. وكانت الصحافة الكوبية قد أعطت منذ أيام تفاصيل عن عطلة الملك والفنادق التي سينزل فيها والجزر التي سيزورها ، دون ان تتوسع في الغرض من زيارة و حفاظها على ما تم تأكيده من جهات الرسمية . كوبا فيدل كاسترو. بعد وفاة الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو، تكون جبهة "البوليساريو"، فقدت أحد الداعمين الرئيسيين لها في أمريكا اللاتينية، حيث كان يوصف قيد حياته ب"العراب السياسي" للجبهة المدعومة من الجزائر. حيث يعتبر الدعم الكوبي لجبهة "البوليساريو" في نزاعها المفتعل حول مغربية الصحراء، مرتكز على مستووين الأول تكوين أطر الجبهة في شتى المجالات العسكرية والطبية والإدارة، حيث استقبلت مدارس وجامعات العاصمة الكوبية هافانا مئات الطلبة من مخيمات تندوف جنوبالجزائر، الذين أصحبوا عماد البوليساريو. ويتجلى الدعم الثاني في الدعم الدبلوماسي الذي قدمه فيدل كاسترو إلى البوليساريو في أمريكا اللاتينية، حيث عمل على إقناع الكثير من دول المنطقة الاعتراف بها. كوبا من الحياد إلى الانحياز في نزاع الصحراء وقفت كوبا فيديل كاسترو المعترف بتنظيم جبهة "البوليساريو" و "دولتها" الوهمية بجانب خصوم المغرب٬ حيث قامت كوبا بتجنيد و تدريب ميلشيات التنظيم على التكتيكات الحربية و القتالية. مثلما قامت بدعم الجزائر على حساب المغرب في ستينيات القرن المنصرم٬ و ذلك بشهادة الرئيس الجزائري الأسبق أحمد بن بلة (1965-1963) حيث أرسلت كوبا سفينة محملة بالذخيرة و الأسلحة إلى الجزائر٬ إبان حرب الرمال مع المغرب سنوات 1964 و 1963 و بداخلها عشرات الدبابات ومئات الجنود والضباط. الوضع السياسي بكوبا بعد كاسترو أن الإصلاحات السياسية الأخيرة بكوبا٬ ببلوغ راؤول كاسترذو نزعة اقل حدة من سلفه ، بحيث عبر عن رغبته في الانفتاح على المحيط الدولي و بناء علاقات جديدة ، كانت ثمار هذه الاستراتيجية الجديدة تطبيع الولاياتالمتحدةالأمريكية لعلاقاتها مع كوبا و إسهام كوبا مؤخرا في تسوية نزاع كولومبيا و القوات المسلحة الثورية الكولومبية و إقدام كوبا على التوقيع على العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية و الثقافية و العهد الدولي الخاص بالحقوق السياسية و المدنية٬ فتعد مؤشرات تفاؤلية يجب استثمارها ايجابيا مستقبلا٬ غير أن سنة 2018، ستكون حاسمة بالنسبة للعلاقات المغربية-الكوبية٬ حيث ستعرف كوبا رئيسا جديدا بالنظر الى تطورات التي يشهدها العالم ، خصوصا ان مجموعة من الدول التي كانت تدعم الجبهة اعادت ترتيب اوراقها الديبلوماسية مع المغرب و اخرها رفع مجوعة من الدول الافريقية الدعم على الجبهة و ترحيبها بعودة المغرب لحضن الاسرة الافريقية من بوابة “الاتحاد الافريقي “. استئناف العلاقة مع المملكة المغربية يبدو أن خيارات العلاقة المستقبلية المغربية-الكوبية لن تخرج على أحد السيناريوهات التالية. إما الحفاظ على الوضع القائم بالحفاظ على الاتصالات في إطار علاقات متعددة الأطراف و إما استئناف العلاقات في اطارها الدولي تحت مظلة الاممالمتحدة ٬ فنموذج العلاقة الدبلوماسية بين بنما والمغرب، المستمد من العلاقات المغربية-المكسيكية، قد يكون الاقرب للعلاقات المستقبلية المغربية-الكوبية. بمعنى آخر٬ استئناف كوبا لعلاقاتها مع المغرب و حفاظها على علاقاتها مع جمهورية "البوليساريو" في إطار الاعتراف بجميع الأطراف من دون تمييز و على قدم المساواة. وتجدر الاشارة ان المغرب تجمعه علاقات دبلوماسية مع كوبا منذ 1962، إلا أنه قطعها سنة 1980