كشف تقرير جديد أن مئات الأطنان من البلاستيك تدمر المحيط المتجمد الشمالي، وتلحق ضررا كبيرا بالكوكب. ويتمثل الخطر الأكبر في ابتلاع الأسماك وغيرها من الحيوانات البرية للبلاستيك الذي يحتوي على مواد كيميائية سامة تتسرب إلى قاع البحر، ما قد يخلق “بقعة ساخنة” من النفايات القاتلة. وقال الباحثون إن إجمالي البلاستيك العائم في المياه الخالية من الجليد في المحيط المتجمد الشمالي، يتراوح بين 100 إلى 1200 طن تقريبا، من بينها 400 طن تتكون من 300 مليار منتج بلاستيكي كتقدير متوسط المدى، بحسب ما ذكره معدو الدراسة. ويشير الباحثون إلى أن القطب الشمالي هو “طريق مسدود” للنفايات البلاستيكية العائمة الملقاة في المحيط الأطلسي قبالة أوروبا والولايات المتحدة، قائلين إن هذه النفايات قد اجتاحت تيارات المحيط إلى “المقبرة القطبية”. وأظهر التقرير أن التلوث قرب غرينلاد وفي بحر بيرينغ شمال النرويج وغرب روسيا، كان أعلى بكثير مما كان متوقعا في المناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة، وكشف التقرير عن كيفية امتداد التلوث الذي يصنعه الإنسان حتى إلى أجزاء نائية من العالم. ووجدت دراسة استقصائية أجرتها بعثة “Tara Oceans circumpolar”، والتي أخذت عينات من 42 موقعا في القطب الشمالي، أن هناك مئات الآلاف من القطع البلاستيكية الصغيرة في كل كلم مربع في منطقة شمال شرق المحيط الأطلسي، وكان الكثير من البلاستيك على ما يبدو قديما جدا وقد كان عائما شمالا من أوروبا وأمريكا الشمالية. وأشار المؤلف الرئيسي للبحث الجديد، أندريس كوزار، من جامعة كاديز في إسبانيا، إلى أن “99% من البلاستيك العائم في القطب الشمالي كان محصورا في بحر غرينلاند وبيرينغ، وكان التلوث البلاستيكي في بقية الدائرة القطبية الشمالية منخفضا أو غائبا”. وقد يؤدي الاحترار العالمي إلى زيادة تلوث القطب الشمالي أمام تقلص حجم الجليد البحري، وقالت الدراسة إن هناك “قلقا خاصا” حول تأثير البلاستيك على الحياة البرية القطبية الهشة، فضلا عن تسرب النفايات إلى قاع البحر حيث يمكن أن تبقى هناك إلى الأبد. المصدر: ديلي ميل