حذر علماء من أن انفصال أشد طبقة جليدية سمكا في القطب الشمالي سيكون له آثار كارثية على الدببة والفقمات القطبية. وأظهرت صور أقمار اصطناعية التقطت في الأسبوع الأول من أغسطس/آب الجاري أن جليد البحر الممتد على طول الشواطئ الشمالية لغرينلاند -وهو من أقدم وأقوى الطبقات الجليدية في القطب الشمالي- قد انفصل وتحرك بعيدا عن الساحل. وجليد البحر هذا يوصف بأنه “الصامد الأخير” لجليد بحر القطب الشمالي متعدد السنوات -أي الذي ظل متجمدا سنة تلو الأخرى حتى خلال أشهر الصيف- ويحذر الخبراء بأن انفصاله سيزيد معدل الذوبان عبر القطب المتجمد بأسره. وهذه الظاهرة “غير العادية للغاية” هي نتيجة درجات حرارة أكثر دفئا جعلت جليد البحر في هذه المنطقة أرق. ونتيجة لذلك أصبح الجليد أخف وأكثر تكسرا، وبإمكان الرياح التي تهب من جانب المحيط الأطلسي إلى جانب المحيط الهادئ للقطب الشمالي أن تحرك ذلك الجليد بعيدا عن ساحل غرينلاند. ويقول البروفيسور بيتر وادهامز، أحد أبرز علماء جليد البحر في المملكة المتحدة، “حقيقة أن جليد البحر أصبح متنقلا تكشف أنه أرق مما كان عليه، وأن هذا الصامد الأخير من الجليد الثقيل أصبح الآن متنقلا مثل أي جزء آخر في القطب الشمالي”. ويضيف أن معظم الجليد في القطب الشمالي كان في الماضي جليد سنوات، لكنه أخذ بالتقلص، والآن تقريبا فإن كل الجليد في القطب الشمالي هو جليد السنة الأولى. ويحذر وادهامز بأنه سيكون لذلك عواقب وخيمة على الحياة البرية، بما في ذلك الدببة القطبية والفقمات، رغم أن حجم الضرر الكامل لن يكون معروفا حتى الربيع القادم عندما تخرج الحيوانات من حالة السبات. ويسخن القطب الشمالي بضعفي سرعة بقية كوكب الأرض، ومساحة جليد البحر هذا العام في هذه المنطقة هي أقل مما كانت عليه خلال الأعوام من 1981 إلى 2010 بمقدار 880 ألف كيلومتر مربع