وضعت مجموعة "رونو"، بالمنطقة الحرة الصناعية ملوسة بضواحي مدينة طنجة، حجر الأساس لبناء مركبها الصناعي ومركز للتكوين في مهن السيارات طنجة المتوسط. ويتضمن مشروع مصنع مجموعة "رونو-نيسان"، الذي يمتد على مساحة 314 هكتارا باستثمار إجمالي يناهز 1.1 مليار أورو، معملا لتجميع السيارات مرتبط بالأرضية المينائية طنجة المتوسط لتصدير السيارات، كما سيستفيد من شبكة متشعبة من البنيات التحتية اللوجستيكية تربطه بمختلف مناطق المغرب. وأبرز مسؤولون بورش تشييد المصنع أن أشغال ترصيص الأرضيات شارفت على الانتهاء، إذ من المنتظر أن يشرع حاليا في بناء المصنع الذي سيضم أوراش صناعة الهياكل والتلحيم والصباغة والتركيب، بالإضافة إلى منطقة للتسليم والخدمات اللوجستيكية. ومن المنتظر أن يتم إنتاج أول سيارة بالمصنع في مطلع سنة 2012، إذ ستبلغ وتيرة الإنتاج في البدء حوالي 30 سيارة في الساعة، أي ما يعادل 170 ألف سيارة في السنة، مع رفع وتيرة الإنتاج إلى 400 ألف سيارة بعد ذلك، ما يجعله واحدا من بين أهم مجمعات صناعة السيارات بحوض البحر الأبيض المتوسط. وعلى مستوى الوقع الاجتماعي لهذا المشروع الضخم، من المنتظر أن يحدث هذا المشروع على المستوى البعيد 6 آلاف منصب شغل مباشر و30 ألف منصب شغل مباشر. وبخصوص توفير اليد العاملة المؤهلة للاشتغال في مصنع "رونو طنجة المتوسط"، سيتم بناء مركز للتكوين في مهن السيارات طنجة المتوسط، والذي سيتطلب استثمارا بقيمة 7.5 ملايين أورو، يعهد بإدارته إلى شركة "رونو طنجة المتوسط" في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص، على أن يفتتح في يونيو 2010. وسيضم المركز، الذي سيتم بناؤه إلى جانب مقرات العمل بالمصنع على مساحة 1.5 هكتار، 20 مدرسة لتنمية المهارات و ثمانية أوراش للتكوين في مجال الصيانة ومقرات إدارية وأخرى للتكوين في مهن الخدمات. ويهدف هذا المركز إلى الاستجابة لحاجة مصنع "رونو طنجة المتوسط"، ومصانع المجهزين التي من المنتظر أن تستقر بالمنطقة، من اليد العاملة المؤهلة عبر تكوين العمال والتقنيين والأطر، سواء عبر التكوين المستمر أو التكوين التأهيلي بعد التوظيف. وفي السياق ذاته تم التوقيع على اتفاقية شراكة لمواكبة شركات صناعة أجزاء السيارات التي ستعمل على تموين مصنع "رونو" مستقبلا. وتروم هذه الاتفاقية مواكبة الممونين المستقرين بالمغرب في مشاريع تحديث وحداتهم الصناعية لجعلهم في مستوى الاستجابة، بشكل تنافسي، لحاجات شركات تصنيع أجزاء السيارات وجعل إنتاجهم يستجيب للمعايير المتعارف عليها في صناعة السيارات. وبموجب الاتفاقية، سيستفيد الممونون، الذين يستجيبون للمعايير المحددة من طرف برنامج "مساندة"، من دعم هيكلي لتحسين إنتاجهم وأدائهم الصناعي الشامل، وخصوصا ما يتعلق بالجودة والكلفة والآجال، ما سيسمح لهم ببلوغ مستوى الامتياز المطلوب من طرف شركات الفاعلين الدوليين في مجال صناعة السيارات.