تستعد مجموعات اقتصادية عربية لاستكمال مشاريعها الاستثمارية في المغرب، بعد فترة توقف بسبب تداعيات أزمة المال العالمية التي أثرت في خططها واستثماراتها الخارجية. وتقدر قيمة الاستثمارات العربية المبرمجة في المغرب منذ 2006 ب 16 مليار دولار، الجزء الأكبر منها في قطاعي العقار والسياحة والترفيه. وأفادت مصادر مطلعة بأن شركتي "إعمار" و "سما دبي" الإماريتين، قررتا استئناف العمل في خططهما الاستثمارية في الرباطومراكش، إيذانا بانتهاء "الفترة العصيبة" . وستطلق "إعمار" مشروعها العقاري السياحي "سفيرة" على كورنيش العاصمة مطلع العام المقبل بعد الحصول على التراخيص الهندسية والمعمارية، وهو مشروع تقدر كلفته الإجمالية ب 4.3 مليار دولار يمتد 11 كيلومترا على الشريط الساحلي المطل على المحيط الأطلسي. وبحسب المصادر أدخلت تغييرات على بعض مواقع البناء وعدد الطوابق في الأبراج المقترحة مراعاة للمعايير البيئية البحرية. وأعلن أيضا عن عودة شركة "سما دبي" إلى مواصلة العمل في مشروع "أمواج البحر" على ضفاف نهر أبي رقراق الذي تتقاسم استثماراته مع مجموعة "صندوق الإيداع والتدبير المغربية" التابعة للقطاع العام، وهو مشروع ضخم تزيد كلفته على 3 ملايير دولار لبناء فنادق ومطاعم وشقق ومكاتب ونواد تطل على الوادي الذي يقسم العاصمة إلى شطرين شمالي وجنوبي. وانضمت إلى مشروع نهر أبي رقراق شركات أخرى من أبو ظبي بدعم مالي من صندوق أبو ظبي للتنمية، في إشارة من دولة الإمارات إلى استمرار برامجها الاستثمارية في المغرب. وكان المشروع أثار تساؤلات حول مصيره بفعل أهميته البالغة، وارتباطه بخطط استثمارية أخرى تقدر قيمتها الإجمالية ب 12 مليار دولار لتحديث وسط العاصمة وجلب السياح والمستثمرين إلى مشاريع سياحية وعقارية وتجارية وتكنولوجية "مدينة تكنوبولس" قرب سلاالجديدة. وأعلنت شركة الجميرة التابعة ل "دبي القابضة" عن توقيع اتفاق مع "الشركة العامة للأشغال في المغرب"، لبناء قرية سياحية في ضواحي مراكش على مساحة 177 هكتارا، تشمل ثلاثة فنادق فخمة و50 فيلا ومطاعم وقصرا للمؤتمرات في أفق 2013. وتساهم "دبي القابضة" في عدد من المشاريع في المغرب منها "الميناء الأورومتوسطي" في طنجة على البحر الأبيض المتوسط. وأفادت مصادر مقربة من المشروع بأن تداعيات الأزمة العالمية لم تأثر في الخطط الاستثمارية لمجموعة "دبي هولدينغ" في المغرب التي تعتبرها أساسية. وتعتبر الإمارات أول مستثمر عربي في المغرب والثاني بعد فرنسا، وتقدر قيمة العقود التي وقعت في حضور الملك محمد السادس ب 12 مليار دولار، وتمنح السلطات المغربية امتيازات للشركات العربية تشمل الأرض والإعفاءات الجمركية والضريبية لتشجيعها على منافسة الشركات الأوربية التي ستستفيد من اتفاقات الشراكة بين الرباط والاتحاد الأوربي. وكان الملك محمد السادس افتتح محطة "السعيدية" على الحدود الجزائرية الصيف الماضي، وهي من أكبر المنتجعات السياحية في جنوب البحر الأبيض المتوسط، وقد بيع العدد الأكبر من الفيلات إلى سياح ومتقاعدين بريطانيين، ولم تتضرر المحطة بالأزمة الاقتصادية العالمية على رغم انسحاب مجموعة "فاديسا" الاسبانية بسبب الإفلاس.